[ وطرا ] الوطر : الحاجة التى هي في النفس، قال الزجاج : الوطر : الحاجة التي لك فيها همة فإذا بلغها الإنسان يقال : قضى وطره، وقال المبرد : الوطر : الشهوة يقال : ما قضيت من لقائك وطرا أي ما استمتعت بك كما تشتهي نفسي، وأنشد : وكيف ثوائى بالمدينة بعدما قضى وطرا منها جميل بن معمر
[ حرج ] ضيق وإثم
[ خلوا ] مضوا وذهبوا
[ قدرا مقدورا ] قضاء مقضيا في الأزل
[ بكرة ] البكرة هي أول النهار
[ أصيلا ] الأصيل : آخر النهار
[ ترجي ] تؤخر يقال : أرجت الأمر وأرجأته إذا أخرته
[ تؤوي ] تضم ومنه " آوى إليه أخاه ".
سبب النزول :
عن ابن عباس قال : خطب رسول الله (ص) (زينب بنت جحش ) لمولاه (زيد بن حارثة) فاستنكفت منه وكرهت وأبت فنزلت الآية [ وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم.. ] الآية فأذعنت زينب حينئذ وتزوجته.. وفي رواية " فامتنعت وامتنع أخوها عبد الله لنسبها من قريش، فلما نزلت الآية جاء أخوها، فقال : يا رسول الله مرني بما شئت ؟ قال : فزوجها من زيد، فرضي وزوجها.
التفسير :
[ وما كان لمؤمن ولا مؤمنة ] أي لا ينبغي ولا يصح ولا يليق بأي واحد من المؤمنين والمؤمنات
[ إذا قضى الله ورسوله أمرا ] أي إذا أمر الله عز وجل وأمر رسوله بشيء من الأشياء، قال الصاوي : ذكر اسم الله للتعظيم، وللإشارة إلى أن قضاء رسول الله هو قضاء الله، لكونه لا ينطق عن الهوى
[ أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ] أي أن يكون لهم رأي أو اختيار، بل عليهم الانقياد والتسليم، قال ابن كثير : وهذه الآية عامة في جميع الأمور، وذلك أنه إذا حكم الله ورسوله بشيء، فليس لأحد مخالفته، ولا اختيار لأحد ولا رأي ولا قول، ولهذا شدد النكير فقال :
[ ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا ] أي ومن يخالف أمر الله وأمر رسوله فقد حاد عن الطريق السوي، وأخطأ طريق الصواب، وضل ضلالا بينا واضحا
[ وإذ تقول للذي أنعم الله عليه ] أي أذكر أيها الرسول، وقت قولك للذي أنعم الله عليه بالهداية للإسلام
[ وأنعمت عليه ] بالتحرير من العبودية والإعتاق، قال المفسرون : هو (زيد بن حارثة) كان من سبي الجاهلية اشترته " خديجة " ووهبته لرسول الله (ص) فكان مملوكا عنده ثم أعتقه وتبناه، وزوجه ابنة عمته (زينب بنت جحش ) رضي الله عنها
[ أمسك عليك زوجك واتق الله ] أي أمسك زوجتك زينب في عصمتك ولا تطلقها، واتق الله في أمرها


الصفحة التالية
Icon