سورة المرسلات
مكية وآياتها خمسون آية
بين يدي السورة
* سورة المرسلات مكية، وهي كسائر السور المكية تعالج أمور العقيدة، وتبحث عن شؤون الآخرة، ودلائل القدرة والوحدانية، وسائر الأمور الغيبية.
* ابتدات السورة الكريمة بالقسم بأنواع الملائكة، المكلفين بتدبير شؤون الكون، على أن القيامة حق، وأن العذاب والهلاك واقع على الكافرين [ والمرسلات عرفا، فالعاصفات عصفا، والناشرات نشرا، فالفارقات فرقا، فالملقيات ذكرا، عذرا أو نذرا، إنما توعدون لواقع ] الآيات.
* ثم تحدثت عن وقت ذلك العذاب الذي وعد به المجرمون [ فإذا النجوم طمست، وإذا السماء فرجت، وإذا الجبال نسف، وإذا الرسل اقتت، لأي يوم أجلت، ليوم الفصل، وما أدراك ما يوم الفصل ].
* وتناولت السورة بعد ذلك دلائل قدرة الله الباهرة، على إعادة الإنسان بعد الموت، وإحيائه بعد الفناء [ ويل يومئذ للمكذبين، ألم نهلك الأولين، ثم نتبعهم الأخرين، كذلك نفعل بالمجرمين، ويل يومئذ للمكذبين، ألم نخلقكم من ماء مهين ] الآيات.
* ثم تحدثت عن مآل المجرمين في الآخرة، وما يلقون فيه من نكال وعقاب [ ويل يومئذ! للمكذبين، انطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون، انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب، لا ظليل! ولا يغني من اللهب، إنها ترمى بشرر كالقصر، كأنه جمالت صفر.. ] الآيات.
* وبعد الحديث عن المجرمين، تحدثت السورة عن المؤمنين المتقين، وذكرت ما أعده الله تعالى لهم من أنواع النعيم ووالإكرام [ إن المتقين في ظلال وعيون، وفواكه مما يشتهون، كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون، إنا كذلك نجزي المحسنين ] الآيات.
* وختمت السورة الكريمة ببيان سبب امتناع الكفار، عن عبادة الله الواحد القهار، وهو الطغيان والإجرام [ ويل يومئذ للمكذبين، كلوا وتمتعوا قليلا إنكم مجرمون، ويل يومئذ! للمكذبين، وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون، ويل يومئذ للمكذبين، فبأي حديث بعده يؤمنون ] وإنه لوعيد وتهديد شديد، ترتجف له القلوب، وتفزع منه الألباب !
اللغة :
[ فرجت ] فتحت وشقت، يقال : فرجت الشيء فانفرج، أي فتحته فانفتح
[ كفاتا ] جامعة تجمع الأحياء والأموات، والكفت في اللغة : الضم والجمع، قال الشاعر : فأنت اليوم فوق الأرض حى وأنت غدا تضمك فى كفات
[ شامخات ] عاليات مرتفعات، يقال : شمخ بأنفه إذا رفعه تيها وكبرا
[ مهين ] حقير
[ فراتا ] عذبا حلوا شديد الحلاوة
[ بشرر ] الشرر ما تطاير من النار وتفرق في الهواء، جمع شررة
[ جمالات ] إبل جمع جمل، يقال : جمل، وجمال، وجمالات.
[ الفصل ] الجزاء، سمي فصلا لأن الله يفصل فيه بين الخلائق
[ كيد ] حيلة ومكر
[ ظلال ] جمع ظل، وهو ظلال الأشجار الوارفة، والثمار اليانعة، وظلال القصور والدور
[ اركعوا ] الركوع : انحناء الظهر، والمراد به هنا الصلاة لله عز وجل، أي صلوا لله، عبر عنها بالركوع، لأنه أحد أركان الصلاة. تفسير سورة المرسلات
التفسير :


الصفحة التالية
Icon