[ إلا ما ملكت يمينك ] أي إلا ما كان من الجواري والإماء فلا بأس في ذلك، لأنهن لسن زوجات
[ وكان الله على كل شيء رقيبا ] أي مطلعا على أعمالكم شاهدا عليها، وفيه تحذير من مجاوزة حدوده، وتخطي حلاله وحرامه. قال المفسرون : أباح الله لرسوله أصنافا أربعة (الممهورات، المملوكات، المهاجرات، الواهبات أنفسهن ) توسعة عليه (ص) وتيسيرا له في نشر الرسالة وتبليغ الدعوة، ولما نزلت آية التخيير [ قل لأزوآجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا.. ] الآية وخيرهن عليه السلام، واخترن الله ورسوله، والدار الآخرة، أكرمهن الله تعالى بأن قصره عليهن، وحرم عليه أن يتزوج بغيرهن.
البلاغة :
تضمنت الآيات الكريمة وجوها من البيان والبديع نوجزها فيما يلي :
١ - التنكير لإفادة العموم [ وما كان لمؤمن ولا مؤمنة ] لأن النكرة في سياق النفي تفيد العموم، أي ليس لواحد من المؤمنين والمؤمنات، أن يريد غير ما أراده الله ورسوله.
٢ - الطبا ق بين [ تخفي.. ومبديه ] وبين [ الظلمات.. وا لنور ] وبين [ مبشرا.. ونذيرا ] وهو من المحسنات البديعية.
٣ - جناس الاشتقاق [ قدرا مقدورا ].
٤ - طباق السلب [ ويخشونه ولا يخشون أحدا ].
٥ - التعبيه البليغ [ وسراجا منيرا ] أصل التشبيه : أنت يا محمد كالسراج الوضاء في الهداية والإرشاد، حذفت منه أداة التشبيه ووجه الشبه، فأصبح بليغا على حد قولهم : علئ أسد، ومحمد قمر.
٦ - الكناية [ من قبل أن تمسوهن ] كنى عن الجماع بالمس، وهي من الكنايات المشهورة، ومن الآداب القرآنية الحميدة، لأن القرآن يتحاشى الألفاظ البذيئة، أو ما يتعلق بالعرض والجنس.
٧ - الطباق بين [ بكرة.. وأصيلا ] وبين [ ترجي.. وتعوي ] وبين [ ابتغيت.. وعزلت ].
٨ - توافق الفواصل منا يزيد في الجمال والإيقاع على السمع مثل [ مبشرا ونذيرا.. وسراجا منيرا ] ومثل [ صراحا جميلا.. عليما حليما.. غفورا رحيما ] وهذا من خصائص القرآن العظيم، وهو من المحسنات البديعية.
قال الله تعالى :[ يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي.. ] إلى قوله [ وكان الله غفورا رحيما ] من آية (٥٣) إلى آية (٧٣) نهاية السورة.
المناسبة :
لقا ذكر تعالى أحوال النبي (ص) مع أزواجه، ذكر هنا الآداب التي ينبغي أن يتحلى بها المؤمنون، عند دخولهم بيوت النبي، من الاستئذان، وعدم الإثقال، ثم بين شرف الرسول بصلاة الله والملائكة عليه، وختم السورة الكريمة بالحديث عن الساعة، وما يعقبها من أهوال لأهل الكفر والضلال، وحال الأشقياء والسعداء في دار البقاء.
اللغه :
[ إناه ] نضجه قال في اللسان : إنى الشيء : بلوغه وإدراكه، والإنى بكسر الهمزة والقصر : النضج
[ مستأنسين ] الاستئناس : طلب الأنس بالحديث، تقول استأنست بحديثه أي طلبت الأنس والسرور به، وما بالدار من أنيس أي ليس بها أحد يؤانسك أو يسليك
[ متاعا ] المتاع : الغرض والحاجة كالماعون وغيره
[ بهتانا ] البهتان : الإفتراء والكذب الواضح، وأصله من البهت وهو القذف بالباطل
[ جلابيبهن ] جمع جلباب وهو الثوب الذي يستر جميع البدن وهو يشبه الملاءة الملحفة " فى زماننا، قال الشاعر : تمشى النسور إليه وهي لاهية مشي العذارى عليهن الجلابيب
[ المرجفون ] جمع مرجف وهو الذي يشيع الكذب والباطل لإخافة الناس به، قال الشاعر : وإنا وإن عيرتمونا بقتله وأرجف بالإسلام باغ وحاسد
[ نغرينك ] أغراه به : حثه وسلطه عليه
[ سعيرا ] نارا شديدة الاستعارة.
سبب النزول :


الصفحة التالية
Icon