[ لسعيها راضية ] أي لعملها الذي عملته في الدنيا وطاعتها لله راضية مطمئنة، لأن هذا العسل أورثها الفردوس دار المتقين
[ في جنة عالية ] أي في حدائق وبساتين مرتفعة مكانا وقدرا، وهم في الغرفات آمنون
[ لا تسمع فيها لاغية ] أي لا تسمع في الجنة شتما، أو سبا، أو فحشا قال ابن عباس : لا تسمع أذى ولا باطلا
[ فيها عين جارية ] أي فيها عيون تجري بالماء السلسبيل لا تنقطع أبدا قال الزمخشري : التنوين في [ عين ] للتكثير أي عيون كثيرة تجري مياهها
[ فيها سرر مرفوعة ] أي في الجنة أسرة مرتفعة، مكللة بالزبرجد والياقوت، عليها الحور العين، فإذا أراد ولي الله أن يجلس على تلك السرر العالية تواضعت له
[ وأكواب موضوعة ] أي وأقداح موضوعة على حافات العيون، معدة لشرابهم لا تحتاج إلى من يملأها
[ ونمارق مصفوفة ] أي ووسائد ـ مخدات ـ قد صف بعضها إلى جانب بعض ليستندوا عليها
[ وزرابي مبثوثة ] أي وفيها طنافس فاخرة لها خمل رقيق مبسوطة في أنحاء الجنة.. ثم ذكر تعالى الدلائل والبراهين الدالة على قدرته ووحدانيته فقال
[ أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت ] أي أفلا ينظر هؤلاء الناس نظر تكفر واعتبار، إلى الإبل ـ الجمال ـ كيف خلقها الله خلقا عجيبا بديعا يدل على قدرة خالقها ؟! قال في التسهيل : في الآية حض على النظر في خلقتها، لما فيها من العجائب في قوتها، وانقيادها مع ذلك لكل ضعيف، وصبرها على العطش، وكثرة المنافع التي فيها، من الركوب والحمل عليها، وأكل لحومها، وشرب ألبانها وغير ذلك (( وانما خص تعالى الإبل بالذكر، لأنها أفضل دواب العرب، وأكثرها نفعا ولهذا تسمى " سفينة الصحراء " فانظر إلى خلقها العجيب، فإنها فى غاية القوة والشدة، وهي مع ذلك تنقاد مع الطفل الضعيف، وهي تجلس لتضع عليها حمولتها عن قرب، ثم تقوم بما تحمله بما ينوء عنه العصبة أولو القوة، ثم صبرها على الجوع والعطش الأيام المعدودة، ثم بلوغها المسافات الطويلة، ورعيها بكل نبات في البراري، وغير ذلك من عجائب الخلق والتكوين، فسبحان الحكيم العليم ! )).
[ وإلى السمآء كيف رفعت ] أي وإلى السماء البديعة المحكمة، كيف رفع الله بناءها، وأعلى سمكها بلا عمد ولا دعائم ؟
[ وإلى الجبال كيف نصبت ] أي إلى الجبال الشاهقة كيف نصبت على الأرض نصبا ثابتا راسخا لا يتزلزل ؟!