سورة الضحى
مكية وآياتها إحدى عشرة آية
بين يدي السورة
* سورة الضحى مكية، وهي تتناول شخصية النبي (ص) الأعظم، ، وما حباه الله به من الفضل والإنعام في الدنيا والآخرة، ليشكر الهن على تلك النعم الجليلة، التي أنعم الله بها عليه.
* ابتدأت السورة الكريمة بالقسم على جلالة قدر الرسول (ص) وأن ربه لم يهجره ولم يبغضه كما زعم المشركون، بل هو عند الهن رفيع القدر، عظيم الشأن والمكانة [ والضحى، والليل إذا سجى، ما ودعك ربك وما قلى، وللأخرة خير لك من الأولى ].
* ثم بشرته بالعطاء الجزيل في الآخرة، وما أعده الله تعالى لرسوله من أنواع الكرامات، ومنها الشفاعة العظمى [ ولسوف يعطيك ربك فترضى ].
* ثم ذكرته بما كان عليه في الصغر، من اليتم، والفقر، والفاقة، والضياع، فآواه ربه وأغناه، وأحاطه بكلأه وعنايته [ ألم يجدك يتيما فآوى، ووجدك ضالا فهدى، ووجدك عائلا فأغنى ].
* وختمت السورة بتوصيته (ص) بوصايا ثلاث، مقابل تلك النعم الثلاث، ليعطف على اليتيم، ويرحم المحتاج، ويمسح دمعة البائس المسكين [ فأما اليتيم فلا تقهر، وأما السائل فلا تنهر، وأما بنعمة ربك فحدث ] وهو ختم يتناسق فيه جمال اللفظ، مع روعة البيان، في أروع صور الإبداع والجلال.
اللغة :
[ سجى ] سجى الليل : اشتد ظلامه
[ قلى ] أبغض، قال الراغب : القلي : شدة البغض يقال : قلاه، يقليه أي أبغضه
[ آوى ] ضمه إلى من يرعاه
[ عائلا ] فقيرا معدما وهو من اشتد به الفقر، قال جرير : الله نزل في الكتاب فريضة لابن السبيل وللفقير العائل
[ تقهر ] تذله وتحقره
[ تنهر ] تزجره وتغلظ عليه في الكلام.
سبب النزول :
اشتكى رسول الله (ص) فلم يقم ليلتين أو ثلاثا، فجاءت امرأة - وهي أم جميل امراة أبي لهب - فقالت يا محمد : إني لأرجو أن يكون شيطانك قد تركك ! ! لم أره قربك ليلتين أو ثلاثا، فأنزل الله عز وجل، ردا على المشركين [ والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى ].
التفسير :
[ والضحئ والليل إذا سجى ] أقسم تعالى بوقت الضحي وهو صدر النهار حين ترتفع الشمس، وأقسم بالليل إذا اشتد ظلامه، وغظى كل شيء في الوجود، قال ابن عباس :[ سجى ] أقبل بظلامه قال ابن كثير : هذا قسم منه تعالى بالضحى، وما جعل فيه من الضياء، وبالليل إذا سكن فأظلم وأدلهم، وذلك دليل ظاهر على قدرته تعالى
[ ما ودعك ربك وما قلى ] أي ما تركك ربك يا محمد منذ اختارك، ولا أبغضك منذ أحبك، وهذا رد على المشركين حين قالوا : هجره ربه، وهو جواب القسم
[ وللآخرة خير لك من الأولى ] أي وللدار الآخرة خير لك يا محمد من هذه الحياة الدنيا، لأن الآخرة باقية، والدنيا فانية، ولهذا كان عليه السلام يقول :" اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة "