[ وهو الحكيم الخبير ] أي الحكيم في صنعه، الخبير بخلقه، فلا اعتراض عليه في فعل من أفعاله
[ يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها ] تفصيل لبعض معلوماته جل وعلا، أي يعلم ما يدخل في جوف الأرض، من المطر والكنوز والأموات، وما يخرج من الأرض من الزروع والنباتات وماء العيون والآبار
[ وما ينزل من السماء وما يعرج فيها ] أي وما ينزل من السماء من المطر والملائكة والرحمة، وما يصعد إليها من الأعمال الصالحات، والدعوات الزاكيات
[ وهو الرحيم الغفور ] أي الرحيم بعباده، الغفور عن ذنوب التائبين، حيث لا يعاجلهم بالعقوبة.. ثم حكى تعالى مقالة المنكرين للبعث والقيامة، فقال سبحانه :
[ وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة ] أي وقال المشركون من قومك لا قيامة أبدا ولا بعث ولا نشور، قال البيضاوي : وهو إنكار لمجيئها أو استبطاء، استهزاء بالوعد به
[ قل بلى وربي لتأتينكم ] أي قل لهم يا محمد : أقسم بالله العظيم لتأتينكم الساعة، فإنها واقعة لا محال، قال ابن كثير : هذه إحدى الآيات الثلاث، التي أمر الله رسوله أن يقسم بربه العظيم على وقوعها، والثانية قي يونس [ قل أي وربي إنه لحق ] والثالثة في التغابن [ قل بلى وربى لتبعث ]
[ عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض ] أي هو جل وعلا العالم بما خفى عن الأبصار، وغاب عن الأنظار، لا يغيب عنه مقدار وزن الذرة، في العالم العلوي أو السفلي
[ ولا أصغر من ذلك ولا أكبر ] أي ولا أصغر من الذرة ولا أكبر منها
[ إلا في كتاب مبين ] أي إلا ويعلمه الله تعالى وهو في اللوح المحفوظ، والغرض : أن الله تعالى لا تخفى عليه ذرة في الكون، فكيف يخفى عليه البشر وأحوالهم ؟ فالعظام وإن تلاشعت وتفرقت ولمزقت، فهو تعالى عالم أين ذهبت وتفرقت، ثم يعيدها يوم القيامة
[ ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات ] أي أثبت ذلك في الكتاب المبين، لكي يثيب المؤمنين الذين أحسنوا في الدار الدنيا بأحسن الجزاء
[ أولئك لهم مغفرة ورزق كريم ] أي لهم مغفرة لذنوبهم، ورزق حسن كريم، في دار النعيم
[ والذين سعو في آياتنا معاجزين ] أي وأما الذين بذلوا جهدهم وجدوا لإبطال القرآن مغالبين لرسولنا، يظنون أنهم يعجزونه بما يثيرونه من شبهات حول رسالته والقرآن
[ أولئك لهم عذاب من رجز أليم ] أي فهؤلاء المجرمون، لهم عذاب من أسوأ العذاب، شديد الإيلام، قال قتادة : الرجز : سوء العذاب
[ ويرى الذين أوتوا العلم ] أي ويعلم أولوا العلم من أصحاب النبى عليه السلام، ومن جاء بعدهم من العلماء العاملين
[ الذي أنزل إليك من ربك هو الحق ] أي يعلمون أن هذا القرآن الذي أنزل عليك يا محمد، هو الحق الذي لا يأتيه الباطل
[ ويهدي إلى صراط العزيز الحميد ] أي ويرشد من تمسك به إلى طريق الله، الغالب الذي لا يقهر، الحميد أي المحمود في ذاته وصفاته وأفعاله.. ثم ذكر تعالى أساليب المشركين في الصد عن دين الله، والسخرية برسول الله، فقال سبحانه :
[ وقال الذين كفروا ] أي وقال الكافرون من مشركى مكة، المنكرون للبعث والجزاء
[ هل ندلكم على رجل ينبئكم ] أي هل نرشدكم إلى رجل يحدثكم بأعجب الأعاجيب ؟ - يعنون محمدا (ص)
[ إذا مزقتم كل ممزق ] أي إذا بليتم في القبور، وتفرقت أجسادكم في الأرض، وذهبت كل مذهب، بحيث صرتم ترابا ورفاتا