٨ - المجاز العقلي [ بل مكر الليل والنهار ] أسند المكر إلى الليل والمراد مكر المشركين بهم في الليل، ففيه مجاز عقلي، حيث أسند المكر إلى الزمان.
٩ - الاستعارة البديعة [ لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه ] ليس للقرآن يدان، ولكنه استعارة لما سبقه من الكتب السماوية المنزلة من عند الله.
١٠ - مراعاة الفواصل لما لها من وقع حسن على السمع مثل [ وهل نجازي إلا الكفور ؟.. إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور ] الخ.
قال الله تعالى :[ وما أرسلنا في قرية.. ] إلى قوله [ إنهم كانوا في شك مريب ] من آية (٣٤) إلى آية ( ٥٤ ) نهاية السورة الكريمة.
المناسبة :
لقد ذكر تعالى قصة أهل سبأ وكفرهم بنعم الله، وما أعقب ذلك من تبديل النعمة إلى النقمة، ذكر هنا اغترار المشركين بالمال والبنين، وتكذيبهم لرسول الله (ص)، وختم السورة الكريمة ببيان مصرع الغابرين، تسلية لرسول الله (ص) وتخويفا وتحذيرا للمشركين.
اللغة :
[ مترفوها ] المترف : المنعم المتقلب في الغنى والعز والجاه
[ يبسط ] يوسع
[ يقدر ] يقتر
[ زلفى ] قربى
[ إفك ] كذب مختلق
[ معشار ] المعشار : العشر، قال الجوهري : ومعشار الشىء عشره، فهما لغتان
[ نكير ] أصلها نكيري حذفت الياء لمراعاة الفواصل، قال الزجاج : النكير : اسم بمعنى الإنكار
[ جنة ] بكسر الجيم أي جنون
[ فوت ] نجاة. ومهرب
[ التناوش ] التناول، قا ل الزمخشري : والتناوش والتناول أخوان، إلا أن التناوش تناول سهل لشيء قريب، ومنه المناوشة في القتال وذلك عند تداني الفريقين، قال ابن السكيت : يقال للرجل إذا تناول رجلا ليأخذه ناشه.
التفسير :
[ وما أرسلنا في قرية من نذير ] أي لم نبعث في أهل قرية رسولا من الرسل ينذرهم عذابنا
[ إلا قال مترفوها ] أي إلا قال أهل الغنى والتنعم في الدنيا
[ إنا بما أرسلتم به كافرون ] أي لا نؤمن برسالتكم ولا نصدقكم بما جئتم به، قال قتادة : المترفون هم جبابرتهم وقادتهم ورؤساؤهم في الشر، وهم الذين يبادرون إلى تكذيب الأنبياء، والقصد من الآية ؟ تسلية النبى (ص) على تكذيب أكابر قريش له
[ وقالوا نحن أكثر أموالا وأولادا ] أي وقأل مشركو مكة : نحن أكثر أموالا وأولادلا من هؤلاء الضعفاء المؤمنين
[ وما نحن بمعذبين ] أي إن الله لا يعذبنا لأنه راض عنا، ولو لم يكن راضيا عنا لما بسط لنا في الرزق، قاسوا أمر الدنيا على الآخرة، وظنوا أن الله كما أعطاهم الأموال والأولاد في الدنيا، لا يعذبهم في الآخرة، قال أبو حيان : نص تعالى على المترفين لأنهم أول المكذبين للرسل، لما شغلوا به من زخرف الدنيا، وما غلب على عقولهم منها، فقلوبهم أبدا مشغولة منهمكة، بخلاف الفقراء فإنهم خالون من مستلذات الدنيا، فقلوبهم أقبل للخير، ولذلك كانوا أكثر أتباع الأنبياء
[ قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ] أي قل لهم يا محمد : أن توسعة الرزق وتضييقه، ليس دليلا على رضى الله، فقد يوسع الله على الكافر والعاصي، ويضيق على المؤمن والمطيع، ابتلاء وامتحانا، فلا تظنوا أن كثرة الأموال والأولاد دليل المحبة والسعادة، بل هي تابعة للحكمة والمشيئة
[ ولكن أكثر الناس لا يعلمون ] أي ولكن أكثر هؤلاء الكفرة لا يعلمون الحقيقة، فيظنون أن كثرة الأموال والأولاد، للشرف والكرامة، وكثيرا ما يكون للاستدراج كما قال تعالى :[ سنستدرجهم من حيث لا يعلمون ] ولهذا أكد ذلك بقوله :
[ وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى ] أي ليست أموالكم ولا أولادكم التى تفتخرون بها، وتكاثرون هي التى تقربكم من الله قربى، دائما يقرب الإيمان والعمل الصالح، قال الطبري : الزلفى : القربى، ولا يعتبر الناس بكئرة المال والولد، ولهذا قال تعالى بعده :


الصفحة التالية
Icon