سورة فاطر
مكية وآياتها خمس وأربعون آية
بين يدي السورة
* سورة فاطر مكية نزلت قبل هجرة رسول الله (ص)، وهي تتناول الغرض العام، الذي نزلت من أجله الآيات المكية، وهي قضايا العقيدة الكبرى (الدعوة إلى توحيد الله، وإقامة البراهين على وجوده، وهدم قواعد الشرك، والحث على تطهير القلوب من الرذائل، والتحلي بمكارم الأخلاق ).
* تحدثت السورة الكريمة في البدء عن الخالق المبدع، الذي فطر الأكوان، وخلق الملائكة والإنس والجان، وأقامت الأدلة والبراهين على البعث والنشور، في صفحات هذا الكون المنظور، بالأرض تحيا بعد موتها، بنزول الغيث، وبخروج الزروع والفواكه والثمار، وبتعاقب الليل والنهار، وفي خلق الإنسان في أطوار، وفي إيلاج الليل في النهار، وغير ذلك من دلائل القدرة والوحدانية [ والله الذي أرسل الرياح فتمير سحابا فسقناه إلى بلد ميت.. ] الآيات.
* وتحدثت عن الفارق الكبير بين المؤمن والكافر، وضربت لهما الأمثال بالأعمى والبصير، والظلمات والنور، والظل والحرور [ وما يستوي الأعمى والبصير، ولا الظلمات ولا النور، ولا الظل ولا الحرور.. ] الآيات.
* ثم تحدثت عن دلائل القدرة في اختلاف أنواع الثمار، وفي سائر المخلوقات من البشر والدواب والأنعام، وفي اختلاف أشكال الجبال والأحجار، ولنوعها ما بين أبيض وأسود وأحمر، وكلها ناطقة بعظمة الواحد القهار [ ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء، فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها، ومن الجبال جدد بيض، وحمر مختلف ألوانها، وغرابيب سود.. ] الآيات.
* وتحدثت بعد ذلك عن ميراث هذه الأمة المحمدية لأشرف الرسالات السماوية، بإنزال هذا الكتاب المجيد الجامع لفضائل كتب الله، ثم انقسام الأمة إلى ثلاثة أنواع :(المقصر، والمحسن، والسابق بالخيرات ) [ ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا، فمنهم ظالم لنفسه، ومنهم مقتصد، ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله.. ] الآيات.
* وختمت السورة بتقريع المشركين في عبادتهم للأوثان والأصنام والأحجار [ قل أرأيتم شركاءكم الذين تدعون من دون الله، أروني ماذا خلقوا من الأرض.. ] الآيات إلى آخر السورة الكريمة.
التسمية :
سميت " فاطر " لذكر هذا الاسم الجليل، والنعت الجميل في طليعتها، لما في هذا الوصف من الدلالة على الإبداع والاختراع، والإيجاد لا على مثال سابق، ولما فيه من التصوير الدقيق، المشير إلى عظمة ذي الجلال، وباهر قدرته، وعجيب صنعه، فهو الذي خلق الملائكة وأبدع تكوينهم بهذا الخلق العجيب..
اللغة :
[ فاطر ] الفاطر : الخالق، وأصل الفطر الشق يقال : فطره فانفطر أي انشق ومنه
[ السماء منفطر به ] وفطر الله الخلق : خلقهم وبرأهم
[ تؤفكون ] تصرفون من الإفك بمعنى الكذب، سمي إفكا لأنه مصروف عن الحق والصواب
[ حسرات ] جمع حسرة وهي الغم الذي يلحق النفس على فوات الأمر، وفي المختار الحسرة أشد التلهف على الشيء الفاقد.
[ آلنشور ] مصدر نشر الميت إذا حمي، قال الأعشى : حتى يقول الناس مما رأوا يا عجبا للميت الناشر
[ يبور ] يهلك يقال : بار يبور أي هلك وبطل، والبوار : الهلاك
[ فرات ] حلو شديد الحلاوة
[ أجاج ] شديد الملوحة قال في القاموس : أج الماء أجوجا إذا اشتدت ملوحته.
[ قطمير ] القطمير : القشرة الرقيقة البيضاء التي بين التمرة والنواة، يضرب به المثل للقلة. تفسير سورة فاطر
التفسير :
[ الحمد لله فاطر السموات والأرض ] أي الثناء الكامل، والذكر الحسن، مع التعظيم والتبجيل لله جل وعلا، خالق السموات والأرض ومنشئها ومخترعها من غير مثال سبق، قال البيضاوي :[ فاطر السموات والأرض ] أي مبدعهما وموجدهما على غير مثال