سورة يس
سورة يس مكية
بين يدي السورة
* سورة يس مكية وقد تناولت مواضيع أساسية ثلاثة وهى :(الإيمان بالبعث والنشور، وقصة أهل القرية، والأدلة والبراهين على وحدانية رب العالمين ).
* ابتدأت السورة الكريمة بالقسم بالقرآن العظيم على صحة الوحي، وصدق رسالة محمد (ص) ثم تحدثت عن كفار قريش، الذين تمادوا في الغي والضلال، وكذبوا سيد الرسل محمد بن عبد الله، فحق عليهم عذاب الله وإنتقامه. ثم ساقت قصة أهل القرية " إنطاكية " الذين كذبوا الرسل، لتحذر من عاقبة التكذيب بالوحي والرسالة، على طريقة القرآن في إستخدام القصص للعظة والإعتبار.
* وذكرت موقف الداعية المؤمن (حبيب النجار) الذى نصح قومه فقتلوه فأدخله الله الجنة، ولم يمهل المجرمين بل أخذهم بصيحة الهلاك والدمار.
* وتحدثت السورة عن دلائل القدرة والوحدانية، في هذا الكون العجيب، بدءا من مشهد الأرض الجرداء تدب فيها الحياة، ثم مشهد الليل ينسلخ عنه النهار، فإذا هو ظلام دامس، ثم مشهد الشمس الساطعة تدور بقدرة الله في فلك لا تتخطاه، ثم مشهد القمر يتدرج في منازله، ثم مشهد الفلك المشحون يحمل ذرية البشر الأولين، وكلها دلائل باهرة على قدرة الله جل وعلا.
* وتحدثت عن القيامة وأهوالها، وعن نفخة البعث والنشور، التي يقوم الناس فيها من القبور، وعن أهل الجنة وأهل النار، والتفريق بين المؤمنين والمجرمين في ذلك اليوم الرهيب، حتى يستقر السعداء في روضات النعيم، والأشقياء في دركات الجحيم.
* وختمت السورة الكريمة بالحديث عن الموضوع الأساسي، وهو موضوع " البعث والجزاء " وأقامت الأدلة والبراهين على حدوثه، وعلى صدقه.
التسمية :
سميت السورة " سورة يس " لأن الله تعالى افتتح السورة الكريمة بها، وفي الإفتتاح بها إشارة الى إعجاز القرآن الكريم.
فضلها :
قال (ص) :(إن لكل شيء قلبا وقلب القرآن يس، وددت أنها في قلب كل انسان من أمتي ).
قال الله تعالى :[ يس والقرآن الحكيم... ] إلى قوله [ إن كل لما جميع لدينا محضرون ]. من آية ( ١ ) إلى نهاية آية (٣٢).
اللغة :
[ أغلالا ] جمع غل وهو القيد الذي يوضع في اليد، وقد تشد به اليد مع العنق
[ مقمحون ] رافعو الرءوس مع غض البصر، قال أهل اللغة : الإقماح : رفع الرأس وغض البصر يقال : أقمح البعير إذا رفع رأسه عند الحوض وامتنع من الشرب، قال بشر يصف سفينة : ونحن على جوانبها قعود نغض الطرف كالإبل القماح
[ سدا ] السد : الحاجز والمانع بين الشيئين
[ فعززنا ] عززه قواه وشد من أزره
[ تطيرنا ] تشاءمنا، والتطير التشاؤم، وأصله من الطير إذا طار إلى جهة اليسار تشاءموا به
[ خامدون ] ميتون لا حراك بهم كما تخمد النار.
التفسير :
[ يس ] الحروف المقطعة في أوائل بعض السور الكريمة للتنبيه على إعجاز القرآن، وأنه مصوغ من جنس هذه الحروف الهجائية التي يعرفونها ويتكلمون بها، ولكن نظمه البديع المعجز آية على كونه من عند الله وقال ابن عباس : معنى " يس " يا إنسان في لغة طيء، وقيل : هو إسم من أسماء النبي (ص) بدليل قوله بعده [ إنك لمن المرسلين ] وقيل معناه : يا سيد البشر قاله ابو بكر الوراق