١ - التنكير للتفخيم والتعظيم [ وآية لهم ] أي آية عظيمة باهرة على قدرة الله عز وجل.
٢- الطباق بين الموت والإحياء [ الأرض الميتة أحييناها ] وبين الليل والنهار [ الليل نسلخ منه النهار ].
٣– الإستعارة التصريحية [ وآية لهم الليل نسلخ منه النهار ] شبه إزالة ضوء النهار وإنكشاف ظلمة الليل، بسلخ الجلد عن الشاة، وإستعار إسم السلخ للإزالة والإخراج، وإشتق منه نسلخ بمعنى نخرج منه النهار بطريق الإستعارة التصريحية، وهذا من بليغ الإستعارة، وبين الليل والنهار طباق.
٤- التشبيه المرسل المجمل [ حتى عاد كالعرجون القديم ] وجه الشبه مركب من ثلاثة أشياء : الرقة، والإنحناء، والصفرة، ولما لم يذكر سمي مجملا.
٥- تقديم المسند إليه لتقوية الحكم المنفي [ لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ] فإنه أبلغ من أن يقول " لا ينبغي للشمس أن تدرك القمر " وأكد في إفادة أنها مسخرة، لا يتيسر لها إلا ما أريد بها، فإن قولك " أنت لا تكذب " بتقديم المسند إليه أبلغ من قولك " لا تكذب " فإنه أشد لنفي الكذب من العبارة الثانية فتدبر أسرار القرآن.
٦- تنزيل غير العاقل منزلة العاقل [ وكل في فلك يسبحون ] بدل يسبح، فقد عبر عن الشمس والقمر والكواكب بضمير " جمع المذكر " والذي سوغ ذلك وصفهم بالسباحة لأنها من صفات العقلاء.
٧- الإستعارة اللطيفة [ من بعثنا من مرقدنا ] المرقد هنا عبارة عن الممات، فشبهوا حال موتهم بحال نومهم، لأنها أشبه الأشياء بها وأبلغ من قوله : من بعثنا من مماتنا.
٨- الإيجاز بالحذف [ هذا ما وعد الرحمن ] أي تقول لهم الملائكة هذا ما وعدكم به الرحمن.
٩- الطباق [ قال الذين كفروا للذين آمنوا ] والإستفهام الذي يراد منه التهكم [ أنطعم من لو يشاء الله أطعمه ].
١٠- السجع غير المتكلف في ختام الآيات الكريمة مثل [ وأخرجنا منها حبا فمنه يأكلون ] [ وفجرنا فيها من العيون ] [ من أنفسهم ومما لا يعلمون ] [ فإذا هم مظلمون ] ومثل [ ذلك تقدير العزيز العليم ] و[ حتى عاد كالعرجون القديم ] وهو من المحسنات البديعية.
قال الله تعالى :[ وامتازوا اليوم أيها المجرمون.. ] إلى قوله [ ملكوت كل شيء وإليه ترجعون ]. من آية (٥٩) إلى آية (٨٣) نهاية السورة الكريمة.
المناسبة :
لما ذكر تعالى حال السعداء الأبرار وما لهم في الجنة من النعيم المقيم، أعقبه بذكر حال الأشقياء الفجار، وما لهم من الخزي والدمار على طريقة القرآن في الترغيب والترهيب، وختم السورة الكريمة ببيان أدلة البعث بعد الموت، والحساب والجزاء، تثبيتا للعقيدة، ليتناسب البدء مع الختام.
اللغة :
[ امتازوا ] تميزوا وانفصلوا، والتمييز : التفريق بين أمرين
[ جبلا ] بكسر الجيم خلقا جمع جبلة ومنه
[ والجبلة الأولين ] مشتق من جبل الله الخلق أي خلقهم
[ طمسنا ] الطمس : إذهاب الشيء وأثره جملة كأنه لم يوجد
[ اصلوها ] ادخلوها وذوقوا سعيرها
[ مسخناهم ] المسخ : التحويل من صورة إلى صورة منكرة
[ نعمره ] التعمير : إطالة العمر حتى يبلغ سن الشيخوخة
[ ننكسه ] التنكيس : قلب الشيء رأسا على عقب، يقال : نكست الشىء نكسا إذا قلبته على رأسه ومنه [ ثم نكسوا على رءوسهم ]
[ رميم ] الرميم : البالي المفتت يقال : رم العظم أي بلي فهو رميم.
سبب النزول :
روي أن " أبي بن خلف " من صناديد كفار قريش جاء بعظم بال إلى النبي (ص) ففته بيده، ثم قال : أتزعم يا محمد أن الله يحيي هذا بعد ما رم ؟ فقال له النبي (ص) : نعم يحييه، ثم يبعثك الله ويدخلك النار فأنزل الله تعالى [ أولم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين. وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحي العظام وهي رميم ].
التفسير :
بعد أن بين تعالى حال السعداء، ذكر حال الأشقياء فقال سبحانه


الصفحة التالية
Icon