سورة الصافات
مكية وآياتها ثمان وثمانون آية
بين يدي السورة
* سورة الصافات من السور المكية التي تعني بأصول العقيدة الإسلامية " التوحيد، الوحي، البعث والجزاء " شأنها كشأن سائر السور المكية التي تهدف إلي تثبيت دعائم الإيمان..
*ابتدأت السورة الكريمة بالحديث عن الملائكة الأبرار، الصافات قوائمها في الصلاة، أو أجنحتها في إرتقاب أمر الله، الزاجرين للسحاب يسوقونه حيث شاء الله.. ثم تحدثت عن الجن وتعرضهم للرجم بالشهب الثاقبة، ردا علي أساطير أهل الجاهلية في إعتقادهم بأن هناك قرابة بين الله سبحانه وبين الجن، وتحدثت السورة عن البعث والجزاء لإنكار المشركين له، واستبعادهم للحياة مرة ثانية بعد أن يصبحوا عظاما ورفاتا [ والصافات صفا فالزاجرات زجرا.. ] الآيات.
*وتأكيدا لعقيدة الإيمان بالبعث ذكرت السورة قصة المؤمن والكافر " والحوار الذي دار بينهما في الدنيا، ثم النتيجة التي آل إليها أمر كل منهما بخلود المؤمن في الجنة، وخلود الكافر في النار [ فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون. قال قائل منهم إني كان لي قرين. يقول أئنك لمن المصدقين.. ] الآيات.
* واستعرضت السورة الكريمة قصص بعض الأنبياء، بدءا بنوح، ثم إبراهيم، ثم إسماعيل، ثم قصة موسي وهارون، ثم إلياس ولوط، وذكرت بالتفصيل قصة (الإيمان والإبتلاء) في حادثة الذبيح (إسماعيل ) وما جري من أمر الرؤيا للخليل إبراهيم حتى أمر بذبح ولده ثم جاءه الفداء، تعليما للمؤمنين كيف يكون أمر الإنقياد والإستسلام لأمر أحكم الحاكمين [ ولقد نادانا نوح فلنعم المجبيون.. ] الآيات.
*وختمت السورة الكريمة ببيان نصرة الله لأنبيائه وأوليائه في الدنيا والآخرة، وإن العاقبة للمتقين [ ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون.. ] الآيات إلى خاتمة السورة الكريمة.
التسمية :
سميت السورة (سورة الصافات ) تذكيرا للعباد بالملأ الأعلي من الملائكة الأطهار، الذين لا ينفكون عن عبادة الله [ يسبحون الليل والنهار لا يفترون ] وبيان وظائفهم التي كلفوا بها.
قال الله تعالي :[ والصافات صفا فالزاجرات زجرا فالتاليات ذكرا.. ] إلي قوله [ لمثل هذا فليعمل العاملون ]. من آية ( ١ ) إلي نهاية آية ( ٦١).
اللغة :
[ الزاجرات ] الزجر : الدفع عن الشيء بقوة أو صياح، والزجرة : الصيحة من قولك : زجر الراعي الغنم إذا صاح عليها فرجعت لصوته
[ مارد ] عاتي متمرد
[ ثاقب ] محرق شديد النفاذ
[ واصب ] دائم لا ينقطع
[ لازب ] ملتصق بعضه ببعض
[ معين ] شراب نابع من العيون
[ غول ] الغول : كل ما يغتال العقل ويفسده، قال أبو عبيدة : الغول ما يغتال العقل ويذهبه وأنشد قول ابن عباس : وما زالت الخمر تغتالنا وتذهب بالأول فالأول
[ كأس ] قال أهل اللغة : العرب تقول للإناء إذا كان فيه خمر كأس، فإذا لم يكن فيه خمر قالوا : إناء وقدح، قال الشاعر : وكأس شربت علي لذة وأخري تداويت منها بها
[ ينزفون ] يسكرون يقال : نزف الرجل فهو نزيف ومنزوف إذا سكر، قال الشاعر : لعمري لئن أنزفتمو أو صحوتمو لبئس الندامي كنتم آل أبجرا
التفسير :


الصفحة التالية
Icon