فكذبوا فأخذناهم، وبالبأساء جار ومجرور متعلقان بأخذناهم، والضراء عطف على قوله : بالبأساء، ولعل واسمها، وجملة يتضرعون خبرها، وجملة الرجاء حالية (فَلَوْ لا إِذْ جاءَهُمْ بَأْسُنا تَضَرَّعُوا) الفاء استئنافية، والكلام مستأنف مسوق لتوبيخهم وحثهم على الندامة والتخويف من العاقبة واللياذ بالتضرّع إليه تعالى. ولولا وإذ ظرف لما مضى من الزمن متعلق بتضرعوا، وجملة جاءهم في محل جر بالإضافة، وبأسنا فاعل تضرعوا (وَلكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) الواو حالية، ولكن مخففة من الثقيلة مهملة، فهي لمجرد الاستدراك، وقست قلوبهم فعل ماض وفاعل، والجملة حالية، أي : والحال أنها استمرت على ما هي عليه من القساوة وجفاء الطبع.
إعراب القرآن وبيانه، ج ٣، ص : ١١٣
و زين فعل ماض، ولهم جار ومجرور متعلقان بزين، والشيطان فاعل، والجملة معطوفة، وما اسم موصول مفعول به، وجملة كانوا صلة، والواو اسم كان، وجملة يعملون خبرها.
الفوائد :
(لو لا) تكون على ثلاثة أوجه :
١- حرف امتناع لوجود، يمتنع الشرط لوجود الجواب، والاسم بعدها مبتدأ محذوف الخبر وجوبا، ويجب كون الخبر كونا مطلقا. أما إذا كان مقيدا كالقيام والقعود فيجب ذكره، ولذلك لحنوا أبا العلاء المعري بقوله يصف السيف :
يذيب الرّعب منه كلّ عضب فلو لا الغمد يمسكه لسالا
و أجيب عنه بأن جملة يمسكه ليست خبرا وإنما هي بدل اشتمال من الغمد أو حالية، وإذا وليها مضمر فحقه أن يكون ضمير رفع، نحو قوله :« لولا أنتم لكنّا مؤمنين ». وسمع قليلا : لولاي ولولاك ولولاه فهي عندئذ حرف جر ولا تتعلق بشي ء.
٢- حرف تحضيض وعرض، فتختص بالمضارع أو ما في تأويله، نحو :« لو لا تستغفرون اللّه » و « لولا أخرتني إلى أجل قريب ».