٣- الطباق بين البر والبحر، والرطب واليابس، فهي مقابلة.
٤- التكرير في قوله :« إلا يعلمها »، وفي قوله :« إلا في كتاب مبين »، لأنه بمثابة « إلا يعلمها »، وفائدة هذا التكرير التطرية لما بعد عهده، لأنه لما عطف على « ورقة » بعد أن سلب الإيجاب المقصود للعلم في قوله :« إلا يعلمها » وكانت هذه المعطوفات داخلة في إيجاب العلم، وهو المقصود، وبعد ارتباط آخرها بالإيجاب السالف، كان ذلك جديرا بتجديد العهد بالمقصود، ثم كان اللائق بالبلاغة المألوفة في القرآن التجديد بعبارة أخرى، ليتلقّاها السامع غضّة جديدة غير مملولة بالتكرير.
٥- حصر الجزئي وإلحاقه بالكلي : وهو أن يأتي المتكلم إلى نوع ما فيجعله بالتعظيم له جنسا بعد حصر أقسام الأنواع منه
إعراب القرآن وبيانه، ج ٣، ص : ١٣٢
و الأجناس، فإنه سبحانه بعد أن أخبر بأن عنده مفاتيح كلّ غيب، إذ اللام للجنس ها هنا مجملا في القول، تمدّح بأنه يعلم ما في البر والبحر من أصناف الحيوان والنبات والجماد، وحاصر الكليات المولدات، ورأى سبحانه أن الاختصار على ذلك لا بكمل به معنى التمدح لاحتمال أن يظنّ ضعيف أنه يعلم الكليات دون الجزئيات، فإن المولدات الثلاث- وإن كانت جزئيات بالنسبة إلى العالم- فكل واحد منها كليّ بالنسبة الى ما تحته من الأجناس المتوسطة والأنواع وأصنافها، فقال لكمال التّمدّح :« و ما تسقط من ورقة إلا يعلمها »، وعلم أن علم ذلك قد يشاركه فيه من مخلوقاته كل من خلق له إدراكا وهداه إلى طريق ذلك. فشارك فيه فتمدح بما لا يشارك فيه بقوله :