جاعل » بجر « الليل » بالإضافة مناسبة لقوله :« فالق الإصباح »، ولك أن تنصب سكنا على الحال (وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْباناً) الواو عاطفة، والشمس عطف على الليل، وحسبانا عطف على سكنا، ولك أن تنصب حسبانا على نزع الخافض، والجار والمجرور في محل نصب على الحال، أي : يجريان بحسبان، وتدل عليه آية الرحمن كما سيأتي (ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) الكلام مستأنف، واسم الاشارة مبتدأ، وتقدير خبره، والعزيز مضاف إليه، والعليم صفة.
البلاغة :
انطوت هذه الآية على فنون رائعة من فنون البيان :
١- فن مخالفة الظاهر :
فقد جاءت « يخرج الحي من الميت » بالفعل، وكان الظاهر
إعراب القرآن وبيانه، ج ٣، ص : ١٧٧
ورودها بصيغة اسم الفاعل، أسوة بأمثالها من الصفات المذكورة من قوله :« فالق الإصباح » و « مخرج الميت من الحي »، إلا أنه عدل عن اسم الفاعل إلى الفعل المضارع في هذا الوصف وحده، وهو قوله.
« يخرج الحي من الميت » إرادة لتصوير إخراج الحيّ من الميت كالانسان والطائر من النطفة والبيضة، واستحضاره في ذهن السامع كأنه يشهده بعيان، وقد سبق التمثيل لهذا الفن بقوله :« ألم تر أن اللّه أنزل من السماء ماء فتصبح الأرض مخضرة » فعدل عن الماضي المطابق لقوله « أنزل » لهذا المعنى. ولا شك في أن إخراج الحي من الميت أشهر في القدرة وأدل عليها من عكسه، والنظر أول ما يبدأ فيه كإخراج النطفة والبيضة من الحيوان.
٢- فن الاشكال :


الصفحة التالية
Icon