و في تشبيه الليل بالسكن إعجاز يتجسد فيه عجز الإنسان، فالكلمة القرآنية في تعبيرها عن المعنى المراد تمتاز عن سائر مرادفاتها
إعراب القرآن وبيانه، ج ٣، ص : ١٧٩
اللغوية بتطابق أتمّ من المعنى المراد، ومهما استبدلت بها غيرها لم يسدّ مسدّها، ولم يغن غناءها، ولم يؤدّ الصورة التي كانت تؤدّيها.
و انظر الى طبيعة الأحرف التي تتكون منها كلمة « سكنا » وتوالي الفتحات على حروفها، كل ذلك يشعرك بذلك الهدوء الذي يبعث على الطمأنينة، وينشر الراحة في النفس.
[سورة الأنعام (٦) : الآيات ٩٧ الى ٩٨]
وَ هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِها فِي ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (٩٧) وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ (٩٨)
اللغة :
(يَفْقَهُونَ) : مضارع فقه الشي ء، بكسر القاف : إذا فهمه ولو أدنى فهم، قاله الهروي في معرض الاستدلال على أن « فقه » أنزل من « علم ». وفي حديث سلمان أنه قال وقد سألته امرأة جاءته : فقهت؟
أي فهمت؟ كالمتعجب من فهم المرأة عنه. وإذا قيل : لا يفقه فلان شيئا، كان أوغل في الذمّ في العرف من قولك : لا يعلم شيئا، وكأن معنى قولك : لا يفقه شيئا، ليست له أهلية الفهم وإن فهم، وأما قولك : لا يعلم شيئا، فغايته نفي حصول العلم له، وقد تكون له أهلية الفهم والعلم لو يعلم، وسيأتي سرّ استعمال يفقهون هنا في باب البلاغة.
إعراب القرآن وبيانه، ج ٣، ص : ١٨٠
(مستقر) بفتح القاف، لأنه اسم مكان أو مصدر ميمي بمعنى الاستقرار.
(مُسْتَوْدَعٌ) بفتح الدّال، لأنه اسم مكان من استودع، وسيأتي مزيد من معناهما في باب الاعراب.
الاعراب :


الصفحة التالية
Icon