أي : الأكل، أو من « ما »، أي : من متروك التسمية. وسيأتي مزيد من القول في هذه المسألة (وَإِنَّ الشَّياطِينَ لَيُوحُونَ إِلى أَوْلِيائِهِمْ لِيُجادِلُوكُمْ) الواو عاطفة على « و إنه لفسق »، أو استئنافية، وإن واسمها، واللام المزحلقة، وجملة يوحون خبر « إن »، وإلى أوليائهم جار ومجرور متعلقان بيوحون، واللام للتعليل، ويجادلوكم فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والجار والمجرور متعلقان ب « يوحون » أيضا (وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ) الواو عاطفة، وإن شرطية، وأطعتموهم فعل وفاعل ومفعول به، في محل جزم فعل الشرط، والتاء فاعل، والواو لإشباع الضمة، وإن واسمها، واللام المزحلقة، ومشركون خبرها، ولم يقترن جواب الشرط بالفاء لأمرين :
أولهما أن لام التوطئة للقسم مقدرة قبل إن الشرطية، لذلك أجيب القسم المقدر بقوله :« إنكم لمشركون »، وحذف جواب الشرط لسد جواب القسم مسدّه، وقال أبو البقاء : حذف الفاء من جواب الشرط، وهو حسن، إذا كان الشرط بلفظ الماضي، وسيأتي مزيد بحث بهذا الصدد في باب الفوائد.
الفوائد :
١- شغلت الواو في قوله تعالى :« و انه لفسق » المفسرين والمعربين والفقهاء بما لا يتسع صدر هذا الكتاب له، وقد اخترنا ما رأيناه أدنى إلى الفهم، ونرى من المفيد أن نلمح إلى خلافهم إلماحا سريعا، وعلى من يريد الاستيعاب أن يرجع إلى المطوّلات.
إعراب القرآن وبيانه، ج ٣، ص : ٢١١
عبارة السمين :
قال الشهاب الحلبي المعروف بالسمين :« قوله : وإنه لفسق- هذه الجملة فيها أوجه :
١- انها مستأنفة : قالوا لا يجوز أن تكون نسقا على ما قبلها، لأن الأولى طلبية، وهذه خبرية، وتسمى هذه الواو واو الاستئناف.
٢- أنها منسوقة على ما قبلها، ولا يبالي نتجا لفهمها، وهو مذهب سيبويه.
٣- أنها حالية : لا تأكلوه والحال أنه فسق »
.
و على أساس هذه الأوجه اختلف الفقهاء في جواز أكل ما لم يذكر اسم اللّه عليه :


الصفحة التالية
Icon