و معنى سؤل المرسل إليهم التسجيل على الكفار إحجامهم عن الاستماع لما قالوه لهم وأبلغوهم إياه (فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَما كُنَّا غائِبِينَ) عطف على ما تقدم، وعليهم جار ومجرور
إعراب القرآن وبيانه، ج ٣، ص : ٢٩٨
متعلقان بنقصنّ، أي : على كل من الرسل والمرسل إليهم ما كان من أمرهم، وبعلم جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من فاعل نقصنّ، أي : عالمين بمكنونات أحوالهم، ومنطويات سرائرهم، وما ندّت عنه شفاههم. والواو للحال، وما نافية، وكان واسمها، وغائبين خبرها، والجملة في محل نصب على الحال. وجميع هذه الأسئلة والقصص للتوبيخ والتقريع كما يفعل المحقق مع المجرم لإدانته بما فعلته يداه أمامه.
البلاغة :
المجاز المرسل بقوله وكم من قرية أهلكناها فقد ذكر القرية وأراد أهلها، وهو مجاز علاقته المحلية. وقد تقدمت له نظائر.
الفوائد :
واو الحال :
هي واو يصحّ وقوع الظرف موقعها، ولها ثلاث أحوال : وجوب الذكر وامتناعه وجوازه. وفيما يلي مواقع تلك الأحوال :
١- وجوب الذّكر :
آ- أن تكون جملة الحال اسمية مجردة من ضمير يربطها بصاحبها، نحو قوله تعالى :« لئن أكله الذئب ونحن عصبة ».
ب- أن تكون جملة الحال مصدرة بضمير صاحبها، نحو :
« لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى ».
إعراب القرآن وبيانه، ج ٣، ص : ٢٩٩
٢- امتناع الذكر في سبع صور :
آ- أن تقع بعد عاطف نحو :« و كم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا بياتا أو هم قائلون ».
ب- أن تكون مؤكدة لمضمون الجملة قبلها نحو :« ذلك الكتاب لا ريب فيه » إذا أعربنا جملة « لا ريب » حالية.
ج- أن تكون ماضية بعد إلا نحو :« و ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون ».
د- أن تكون ماضية قبل « أو » نحو :
كن للخليل نصيرا جاد أو عدلا ولا تشحّ عليه جار أم بخلا
ه- أن تكون مضارعة مثبتة غير مقترنة ب « قد »، وحينئذ تربط بالضمير وحده، نحو :« و لا تمنن تستكثر ». وأما قول عنترة :