٣- ما وضع للدلالة على الشروع فيه، وهو كثير، وقد أنهى أفعاله بعضهم الى نيف وعشرين فعلا، وأشهرها : أنشأ وطفق وطبق- بكسر الباء- وجعل وعلق وهلهل وقام وابتدأ.
شرط الخبر لهذه الأفعال :
و يجب أن يكون خبر هذه الأفعال جملة، وشذّ مجيئه مفردا بعد كاد وعسى كقول تأبط شرّا :
فأبت الى فهم وما كدت آئبا وكم مثلها فارقتها وهي تصفر
إعراب القرآن وبيانه، ج ٣، ص : ٣٢٦
و قولهم في المثل :« عسى الغوير أبؤسا »، وقد قالته الزّبّاء، والغوير اسم موضع بعينه، وأوله بعضهم بأنه خبر « يكون » محذوفة، وقال الأصمعي : خبر « يصير » محذوفة، واختار ابن هشام أن يكون مفعولا مطلقا لفعل محذوف، نحو :« فطفق مسحا »، أي : يمسح مسحا. وشرط الفعل أن يكون رافعا لضمير الاسم. فأما قول أبي حية النّميريّ :
و قد جعلت إذا ما قمت يثقلني ثوبي فأنهض نهض الشّارب الثّمل
و قول ذي الرّمّة :
و أسقيه حتّى كاد ممّا أبثّه تكلّمني أحجاره وملاعبه
ف « ثوبي » في البيت الأول، و « أحجاره » في البيت الثاني بدلان من اسمي جعل وكاد، بدل اشتمال لا فاعلان ليثقلني وتكلمني، بل فاعلهما ضمير مستتر، والتقدير : جعل ثوبي يثقلني، وكادت أحجارة تكلمني، فعاد الضمير على البدل دون المبدل منه. وأن يكون فعلا مضارعا، وأن يكون مقرونا ب « أن » إن كان دالا على الترجّي، وأن يكون مجردا منها إن كان دالا على الشروع. والغالب في خبر عسى وأوشك الاقتران بها، كقوله تعالى :« عسى ربكم أن يرحمكم » وقوله :
و لو سئل الناس التراب لأوشكوا إذا قيل : هاتوا أن يملّوا ويمنعوا
إعراب القرآن وبيانه، ج ٣، ص : ٣٢٧
و التجرد من « أن » قليل، كقول هدبة :
عسى الكرب الذي أمسيت فيه يكون وراءه فرج قريب
و قول أمية بن أبي الصلت :
يوشك من فرّ من منيّته في بعض غرّاته يوافقها
و كاد وكرب بالعكس، فمن الغالب قوله تعالى :« و ما كادوا يفعلون »، وقول كلحبة اليربوعي :