١- انها من المتشابه به الذي نفوض الأمر فيه إلى اللّه ويسعنا في ذلك ما وسع صحابة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وتابعيهم، قال هؤلاء : ليس من الدين في شي ء أن يتنطّع متنطّع فيخترع ما يشاء من العلل، التي قلّما يسلم مخترعها من الزّلل.
٢- انها كغيرها من الكلام الوارد في القرآن فيجب أن نتكلم بها ونسبر اغوارها ونكتنه المعاني المندرجة في مطاويها عملا بقوله
إعراب القرآن وبيانه، ج ١، ص : ٢٢
تعالى :« أفلا يتدبرون القرآن » ؟ وعلى هذا الرأي نرجح أن معناها التحدي والارهاص بأن هذا القرآن مؤلف من نفس الحروف التي ينظم بها العرب أشعارهم، ويؤلفون خطبهم وأسجاعهم وهم مع ذلك عاجزون عن الإتيان بمثله أو محاكاته وهذا تفسير يتمشى مع إعجاز القرآن الذي تميز به، وتقول دائرة المعارف الاسلامية في بحثها عن القرآن ما خلاصته : إن العلماء تعبوا كثيرا في فهم المقصود من هذه الحروف وقد وردت هذه الحروف في تسع وعشرين سورة كلها من العهد المكّيّ إلا ابتداء سورتي البقرة وآل عمران فقد وردا في العهد المدني وجملة الحروف التي تكررت في هذه الابتداءات أربعة عشر حرفا.
و قد اعجبنا بحث كتبه الدكتور زكي مبارك في كتابه « النثر الفني » فأحببنا أن نقتبس منه ما يروق قال صاحب النثر الفني ما خلاصته : كنت أتحدث عن فواتح السور مع المسيو بلا نشو فعرض علي تأويلا جديرا بالاعتبار، جديرا بالدرس والتحقيق وفحواه :
ان الحروف : الم. الر. حم. طسم هي الحروف :..