إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ) الظرف متعلق بمحذوف، أي : واذكروا، ويجوز أن يتعلق بيحق، وعبّر بالحق حكاية للحال الماضية ولذلك عطف عليه : فاستجاب لكم بصيغة الماضي (فَاسْتَجابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ) الفاء عاطفة كما تقدم ولكم جار ومجرور
إعراب القرآن وبيانه، ج ٣، ص : ٥٣٣
متعلقان باستجاب وإن وما في حيزها في محل نصب بنزع الخافض أي :
بأني ممدكم، والجار والمجرور متعلقان باستجاب أيضا، وممدكم خبر إن، وبألف جار ومجرور متعلقان بممدكم ومن الملائكة جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة لألف، ومردفين صفة ثانية ومفعول مردفين محذوف لأنه اسم فاعل أي أمثالهم أي متبعين بعضهم بعضا، أو متبعين بعضهم لبعض.
الفوائد :
ما يقوله التاريخ؟ :
أقبلت عير قريش من الشام فيها تجارة عظيمة ومعها أربعون راكا حتى ننحر الجزور ونشرب الخمور، ونقيم القينات والمعازف ببدر فيتسامع العرب بمخرجنا، وإن محمدا لم يصب العير وإنا قد أعضضناه فمضى بهم الى بدر، وبدر ماء كانت العرب تجمع فيه نوقهم يوما في السنة، فنزل جبريل فقال : يا محمد إن اللّه وعدكم إحدى الطائفتين : إما العير وإما فريشا، فاستشار النبي أصحابه وقال : ما تقولون؟ إن القوم قد خرجوا
إعراب القرآن وبيانه، ج ٣، ص : ٥٣٤
من مكة على كل صعب وذلول فالعير أحبّ إليكم أم النفير؟ قالوا : بل العير أحب إلينا من لقاء العدوّ، فتغيّر وجه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ثم ردّ عليهم فقال : إن العير قد مضت على ساحل البحر وهذا أبو جهل قد أقبل فقالوا : يا رسول عليك بالعير ودع العدوّ، فقام عند غضب النبي أبوبكر وعمر فأحسنا ثم قام سعد بن عبادة فقال :