فعل ذلك، والمؤمنين مفعول به، وبلاء مفعول مطلق، والبلاء هنا محمول على النعمة لأنه يقع على النعمة والمحنة معا، لأن أصله الاختبار،
إعراب القرآن وبيانه، ج ٣، ص : ٥٤٤
فهو مردوده، وحسنا صفة، وإن اللّه سميع عليم عطف على ما تقدم، وإن واسمها وخبراها (ذلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكافِرِينَ) تقدم إعراب نظير اسم الإشارة، فهو مبتدأ، وخبره محذوف، أي ذلكم الإبلاء حق، وأن اللّه أن وما في حيزها عطف على ذلكم، وموهن خبر « أن »، وكيد الكافرين مضاف لموهن، والإشارة للقتل والرمي والإبلاء، ويجوز أن تكون « أن » وما في حيزها عطف على « و ليبلي » أو في محل نصب بفعل مقدر، أي : واعلموا أن اللّه.
البلاغة :
١- فن التعريض :
في قوله تعالى « و من يولهم يومئذ دبره » فن يقال له : فن التعريض وبعضهم يدخله في ضمن الكناية، قال السعد التفتازاني :
« الكناية إذا كانت عرضية مسوقة لأجل موصوف غير مذكور كان المناسب أن يطلق عليها اسم التعريض، فقال عرضت لفلان وعرضت بفلان، إذا قلت قولا وأنت تعنيه فكأنك أشرت الى جانب وتريد جانبا آخر، ومنه المعاريض في الكلام، وهي التورية بالشي ء عن الشي ء » وقال الزمخشري :« الكناية أن تذكر الشي ء بغير لفظه الموضوع له، والتعريض أن تذكر شيئا تدل به على شي ء لم تذكره كما يقول المحتاج للمحتاج إليه : جئتك لأسلم عليك، فكأنه أمال الكلام الى عرض يدل على المقصود، وعرض الشي ء بالضم ناصيته من أي وجه جئته ».
و قال ابن الأثير في المثل السائر :« الكناية ما يدل على معنى يجوز حمله على جانب الحقيقة والمجاز بوصف جامع بينهما، ويكون في المفرد
إعراب القرآن وبيانه، ج ٣، ص : ٥٤٥


الصفحة التالية
Icon