يريني اللّه، فعمل فيه العمل المشهور من ضم أوله وفتح ما قبل آخره وحذف الفاعل، وزيد على ذلك هنا ابدال الياء همزة للاحتياج الى ذلك، لأنه لما حذف الفاعل وأنيب المفعول به لزم إسناد الفعل الى ضمير المتكلم، ولا يسندله إلا المبدوء بالهمزة، فحذفت الياء واتي بالهمزة عوضها، وهو متعد الى ثلاثة مفاعيل، الأول هو النائب عن الفاعل، والثاني « زيدا »، والثالث « سيدا »، وجملة « كما قيل » اعتراضية، فالكسر على معنى الجملة، أي فإذا هو عبد القفا، والفتح على معنى الإفراد، أي : فالعبودية حاصلة، على جعلها مبتدأ حذف خبره، كما تقول : خرجت فإذا الأسد، أي : حاضر. واللهازم جمع لهزمة، بكسر اللام والزاي، وهي عظم ناتئ تحت الأذن. والمعنى : كنت أظن سيادته فلما نظرت الى قفاه ولهازمه تبين لي عبوديته وكنى عن ذلك بأنه يضرب على قفاه ولهزمتيه، والقفا موضع الصفع.
إعراب القرآن وبيانه، ج ٣، ص : ٥٦٤
٢- بعد فاء الجزاء، كقوله تعالى :« من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فإنه غفور رحيم »، قرى بكسر « إن » وفتحها، فالكسر على جعل ما بعد فاء الجزء جملة تامة، والمعنى : فالغفران والرحمة حاصلان، والفتح على تقدير أن ومعموليها خبرا لمبتدأ محذوف، والمعنى : فالحاصل الغفران والرحمة، أو مبتدأ والخبر محذوف، والمعنى : فالغفران والرحمة حاصلان.
٣- أن تقع مع ما في حيزها في موضع التعليل كقوله تعالى :
« صل عليهم إن صلاتك سكن لهم »، فالكسر على أنها جملة تعليلية، والفتح على تقدير لام التعليل الجارة، أي : لأن صلاتك سكن لهم.
و منه الحديث الشريف :« لبيك إن الحمد والنعمة لك »، يروى بكسر « إن » وفتحها، فالكسر على أنه تعليل مستأنف، والفتح على تقدير لام العلة.
٤- أن تقع بعد فعل قسم ولا لام بعدها، كقول رؤبه :
أو تحلفي بربك العليّ أني أبو ذيّالك الصّبي
يروى بكسر « إن » وفتحها فالكسر على الجواب للقسم، والفتح بتقدير « على ».


الصفحة التالية
Icon