وَ حاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) الواو عاطفة وجملة حاق عطف على جملة ليس فهو في حيز ألا وبهم متعلقان
إعراب القرآن وبيانه، ج ٤، ص : ٣١٦
بحاق وما فاعل حاق وجملة كانوا صلة والواو اسم كان وبه متعلقان بيستهزئون وجملة يستهزئون خبر كانوا.
الفوائد :
١- (كُلٌّ) اسم موضوع لاستغراق أفراد المتعدد أو لعموم أجزاء الواحد ولا تستعمل إلا مضافة لفظا أو تقديرا وتقيد التكرار بدخول ما المصدرية الظرفيّة عليها نحو كلما أتاك أكرمه وقد تقدم في كلما عند قوله « كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا » وأنها منصوبة على الظرفية باتفاق وناصبها الفعل الذي هو جواب في المعنى والجملة بعدها لا محل لها لانها صلة موصول حرفي وتكون « كل » نعتا لنكرة أو معرفة فتدل على أنه كامل بلغ الغاية فيما تصفه به نحو هو العالم كل العالم وتكون توكيدا لمعرفة أو نكرة نحو « فسجد الملائكة كلهم » وأقمنا حولا كاملا كله ولفظة كل حكمها الافراد والتذكير ومعناها بحسب ما تضاف اليه فإن أضيف إلى مذكر وجب مراعاة معناها وجاء الضمير بعدها مفردا مذكرا « و كل شي ء فعلوه في الزبر » أو مفردا مؤنثا نحو « كل نفس ذائقة الموت » أو مثنى كقول الفرزدق :
و كل رفيقي كل رحل وإن هما تعاطى القنا قوما هما اخوان
و لابن هشام تعسف وخبط في إعراب هذا البيت نكتفي بالاشارة إليه ليرجع اليه من شاء في مغني اللبيب.
أو مجموعا مذكرا كقول لبيد :
و كل أناس سوف تدخل بينهم دويهية تصفر منها الأنامل
أو مجموعا مؤنثا كقول الآخر :
إعراب القرآن وبيانه، ج ٤، ص : ٣١٧
و كل مصيبات الزمان وجدتها سوى فرقة الأحباب هينة الخطب
و إن أضيفت إلى معرفة جاز مراعاة لفظها ومراعاة معناها فيقال :


الصفحة التالية
Icon