و من المجاز : امرأة مجدولة الخلق : قضيفة، ودرع مجدولة وجدلاء أي محكمة، وعمل على جديلته أي على شاكلته التي جدل عليها واستقام جدول القوم إذا انتظم أمرهم كالجدول إذا اطّرد وتتابع جريه، ونظر أعرابي الى قافلة الحاج متتابعة فقال : أما الحاج فقد استقام جدولهم. ومن متابعة اشتقاق هذه المادة تبين أن كل ما كانت فاؤه وعينه جيما ودالا دل على الشدة والفتل والمرة فجدب المكان جدوبة وجدب وأجدب ضد أخصب ولا يخفى ما في ذلك من شدة وبلاء على الذين تجدب أرضهم، والجدث القبر ومن أقوالهم « شر الأحداث، نزول الأجداث » وجدح السويق واللبن بالمجدح وهو عود في رأسه عودان معترضان يخاض به حتى يختلط وأرسلت السماء مجاديح الغيث، والمجاديح جمع المجدح أي الدّبران ونوءه غزير
إعراب القرآن وبيانه، ج ٤، ص : ٣٤٥
و في حديث عمر بن الخطاب :« لقد استسقيت بمجاديح السماء » أراد الاستغفار، ورجل مجدود وليس في الدنيا أقوى من أفاعيل الجد بفتح الجيم أي الحظ والجد بالكسر الجهد والتعب ومشى على الجادّة وامشوا على الجوادّ وهو جمع الجادة وأجد المسير وجدّ قال :
أ شوقا ولما يمض لي غير ليلة فكيف إذا جدّ المطي بنا عشرا
و جدره ناداه من وراء الجدار وهو جدير بكذا أي قوي ينهض به قال زهير :
بخيل عليها جنّة عبقرية جديرون يوما أن ينالوا فيستعلوا
و جدر الصبي وجدّر، وهو مجدور الوجه ومجدّر ومن أماليح ابن المعتز :
بي قمر جدّر لما استوى فزاده حسنا وزالت هموم
أظنه غنى لشمس الضحى فنقطته طربا بالنجوم
و جدع أنفه وأذنه فهو مجدوع وإذا لزم النعت قيل أجدع وهي جدعاء وجادع صاحبه شارّه وشاتمه وجّدعه إذا قال له جدعا لك، وجدف الملّاح السفينة إذا دفعها بالمجداف قال أعشى همدان :
لمن الظّعائن سيرهنّ تزحّف عوم السفين إذا تقاعس تجدف