و الفن السابع فيها هو فن التنظير وقد تكلم عنه ابن الأثير في كتابه الاستدراك تحت اسم المفاضلة بين الشعراء ليظهر الأفضل منهما وهو الى النقد أقرب منه الى فنون البديع، وحدّه أن ينظر الإنسان بين كلامين إما متفقي المعاني أو مختلفي المعاني ليظهر الأفضل منهما، والآية التي نحن بصددها تناولت قصة الطوفان التي انطوت على الكثير من العقد والحلول والعبر فإذا نظرتها بغيرها من القصص وجدتها سامية عليها جميعا باستقصاء جميع ما اتفق فيها وما سنح.
٨- المناسبة اللفظية :
بين ابلعي واقلعي وهي تشبه المناسبة التي مرت في قوله « لهم شراب من حميم وعذاب أليم » بسورة يونس.
إعراب القرآن وبيانه، ج ٤، ص : ٣٦٦
٩- الجناس الناقص :
بين ابلعي واقلعي ويسميه بعضهم المضارعة ويكون أنواعا منها أن يختلف حرف في الكلمتين بعد أن تتفق بقية الأحرف ومثله قوله تعالى « و هم ينهون عنه وينأون عنه » وقال النبي صلى اللّه عليه وسلم لرجل سمعه وهو ينشد على سبيل الافتخار وقيل بل سأله عن نسبه فقال :
إني امرؤ حميري حين تنسبني لا من ربيعة آبائي ولا مضر
فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم :« ذلك واللّه ألأم لجدك، وأضرع لخدك، وأقل لعدك، وأبعد لك عن اللّه ورسوله ».
١٠- الطباق :
و الفن العاشر هو الطباق فقد طابق بين السماء والأرض.
١١- الاستعارة :
و الفن الحادي عشر هو الاستعارة المكنية الكائنة في نداء الأرض والسماء بما ينادى به الحيوان المميز على لفظ التحضيض والإقبال عليهما بالخطاب من بين سائر المخلوقات وهو قوله يا أرض ويا سماء ثم أمرهما بما يؤمر به أهل التمييز والعقل من قوله ابلعي ماءك واقلعي من الدلالة على الاقتدار العظيم والبلغ عبارة عن تغدير الماء وشربه في بطنها مستعار لهذا المعنى من بلع الحيوان أي ازدراده لطعامه وشرابه والبلع هو أثر القوة الجاذبة في المطعوم لكمال الشبه بينهما وهو
إعراب القرآن وبيانه، ج ٤، ص : ٣٦٧


الصفحة التالية
Icon