به واستهانة بحاله، هذا من جهة ومن جهة ثانية فإن صيغة الخبر لا تحتمل سوى الاخبار بوقوع الاشهاد منه فلما كان اشهاده للّه واقعا ومحققا عبر عنه بصيغة الخبر لأنه إشهاد صحيح وثابت وعبر في جانبهم بصيغة الأمر التي تتضمن الاستهانة بدينهم وهو مراده في هذا المقام ومن جهة ثالثة إنما عدل الى صيغة الأمر عن صيغة الخبر للتمييز بين خطابه للّه تعالى وخطابه لهم بأن يعبر عن خطاب اللّه تعالى بصيغة الخبر التي هي أجل وأشرف وأوقر للمخاطب من صيغة الأمر.
الفوائد :
١- الفرق بين عطف البيان والبدل :
أوجه الشبه بينهما :
أوجه الشبه بين عطف البيان والبدل أربعة وهي :
١- ان فيه بيانا كما في البدل للثاني.
٢- انه يكون بالأسماء الجوامد كالبدل.
٣- انه يكون لفظه لفظ الاول على جهة التأكيد.
٤- كلاهما تابع.
أوجه المفارقة بينهما :
أما أوجه المفارقة بينهما فهي :
١- ان البدل يكون هو المقصود بالحكم دون المبدل منه وأما
إعراب القرآن وبيانه، ج ٤، ص : ٣٨٤
عطف البيان فليس هو المقصود بل ان المقصود بالحكم هو المتبوع وإنما جي ء بعطف البيان توضيحا له وكشفا عن المراد منه.
٢- كل ما جاز أن يكون عطف بيان جاز أن يكون بدل الكل من الكل إذا لم يمكن الاستغناء عنه أو عن متبوعه فيجب حينئذ أن يكون عطف بيان فمثال عدم جواز الاستغناء عن التابع قولك : فاطمة جاء حسين أخوها، لأنك لو حذفت « أخوها » من الكلام لفسد التركيب.
٣- ان عطف البيان يجري على ما قلبه في تعريفه وليس كذلك البدل لأنه يجوز أن تبدل النكرة من المعرفة والمعرفة من النكرة ولا يجوز ذلك في عطف البيان.
٤- ان البدل يكون بالمظهر والمضمر وكذلك المبدل منه ولا يجوز ذلك في عطف البيان وان البدل قد يكون غير الاول كقولك : سلب زيد ثوبه، وعطف البيان لا يكون غير الاول.
٢- الفائدة الثانية :


الصفحة التالية
Icon