و يجوز أن يلي « لو » كثيرا أن المشددة وصلتها نحو « و لو أنهم صبروا » والآية التي نحن بصددها وهي « لو أن لي قوة » واختلف في اعراب أن وما في حيزها بعد أن اتفق الجميع على أنه مرفوع الموضع فقال سيبويه وجمهور البصريين مبتدأ لا خبر له أو خبره محذوف والتقدير ولو صبرهم ثابت وذهب الكوفيون والزمخشري والمبرد والزجاج من البصريين الى انه فاعل بثبت مقدرا كما تقدم أي ولو ثبت صبرهم وسيأتي المزيد من أحكام « لو » في مواضع أخرى من هذا الكتاب.
٢- أقوال النحاة في « إلا امرأتك » :
و الفائدة الثانية هي أقوال النحاة في استثناء امرأتك قالوا :
« و لا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك » بالرفع في قراءة أبي عمرو وابن كثير فامرأتك بدل من أحد بدل بعض من كل والنصب عربي جيد وقد
إعراب القرآن وبيانه، ج ٤، ص : ٤١١
قرى ء به في السبع لكنه خلاف المنتخب الراجح والذي قرى ء به أكثر ومن هنا جعل الزمخشري النصب على الاستثناء من أهلك ليكون من تام موجب، والرفع على البدلية من أحد، واعترض بأنه يستلزم التناقض بين القراءتين فإن المرأة تكون مسريا بها على قراءة الرفع وغير مسري بها على قراءة النصب وأجاب أنصار الزمخشري بأن إخراجها من جملة النهي لا يدل على أنها مسري بها بل على أنها معهم وقد روي انها تبعتهم، وقد فنّد ابن هشام اعراب الزمخشري وقال إنه خلاف الظاهر وأسهب في الحديث عن هذا الاستثناء في الجهة الثانية من الباب الخامس.
أقول : والأظهر من هذا كله أن الاستثناء من جملة الأمر أي فأسر بأهلك والاستثناء منقطع على القراءتين ووجه الرفع انه على الابتداء وخبره الجملة بعده وعندئذ تكون قراءة النصب جيدة غير مرجوحة وتتفادى بذلك وقوع غير المرجوح في القرآن، وقد تقدم في ابن نوح « انه ليس من أهلك » لأن المراد بالأهل المؤمنون وعلى هذا تكون امرأته من غير أهله.
البلاغة :


الصفحة التالية
Icon