و انما الشأن شأن يومك ذا فباكر الشمس بابنة الشمس
و افتنوا فيه كثيرا فأطلقه أبو الطيب على أحوال الشي ء المراد تقسيمه مضافا الى كل من تلك الأحوال ما يليق به فقال :
سأطلب حقي بالقنا ومشايخ كأنهم من طول ما التثموا مرد
ثقال إذا لاقوا خفاف إذا دعوا كثير إذا شدّوا قليل إذا عدوا
و له أيضا :
الدهر معتذر والسيف منتظر وأرضهم لك مصطاف ومرتبع
للسبي ما نكحوا والقتل ما ولدوا والنهب ما جمعوا والنار ما زرعوا
و له في الغزل :
إعراب القرآن وبيانه، ج ٤، ص : ٤٣٢
و أغيد يهوى نفسه كلّ عاقل ظريف ويهوى جسمه كل فاسق
سهاد لأجفان وشمس لناظر وسقم لأبدان ومسك لناشق
و ما أحلى قول عمر بن الفارض :
يقولون لي : صفها فأنت بوصفها خبير أجل عندي بأوصافها علم
صفاء ولا ماء ولطف ولا هوا ونور ولا نار وروح ولا جسم
الفوائد :
الاستثناء الموجود في قوله تعالى « إلا ما شاء ربك » تقدم بحثه في سورة الانعام فجدد به عهدا وقد رجحنا هناك ما ذهب اليه الزجاج ونضيف اليه هنا أن الفراء ذهب الى ما ذهب اليه الزجاج وقال كلاما لطيفا في صدده ننقله ليضاف الى ما تقدم قال :« انه استثناء في الزيادة من العذاب لأهل النار والزيادة من النعيم لأهل الجنة والتقدير إلا ما شاء ربك من الزيادة على هذا المقدار كما يقول الرجل لغيره لي عليك ألف دينار إلا الألفين اللذين أقرضتكهما في وقت كذا فالألفان زيادة على الألف بغير شك لأن الكثير لا يستثنى من القليل ورأيت لعلي بن عيسى المعروف بالرماني كلاما بهذا المعنى وحاصل ما تقدم أن الا في
إعراب القرآن وبيانه، ج ٤، ص : ٤٣٣
المعنى بمعنى حرف العطف والاستثناء منقطع فكأنه قيل خالدين فيها ما دامت السموات والأرض وزيادة على هذه المدة فكأن إلا بمعنى الواو وأنشد الفراء مستدلا على ذلك :
و أرى لها دارا بأغدر السيدان لم يدرس لها رسم
إلا رمادا هامدا رفعت عنه الرياح خوالد سحم


الصفحة التالية
Icon