٤- المجاز العقلي في اسناد العصف لليوم كقولهم نهاره صائم وليله قائم شبهت صنائعهم الحميدة ومكارمهم المجيدة وما كانوا ينتدبون له من إغاثة الملهوف وعتق الرقاب وفك العاني وافتداء الأسارى وعقر الإبل للأضياف وغير ذلك شبهت هذه الصنائع في
إعراب القرآن وبيانه، ج ٥، ص : ١٧٥
حبوطها وذهابها هباء منثورا لبنائها على غير أساس من معرفة اللّه والايمان به برماد طيرته الريح في اليوم الذي أسند اليه العصف.
٥- وصف الضلال بالبعد تقدم القول فيه قريبا فجدد به عهدا.
الفوائد :
« أو » حرف عطف وله معان نوردها فيما يلي :
آ- الشك نحو « لبثنا يوما أو بعض يوم ».
ب- الإبهام نحو « و إنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين » والشاهد في أو الأولى.
ج- الإباحة وهي الواقعة قبل ما يجوز فيه الجمع نحو : جالس العلماء أو الزهاد.
د- التخيير وهي الواقعة قبل ما يمتنع فيه الجمع نحو : تزوج هندا أو أختها وسر ماشيا أو راكبا.
ه- مطلق الجمع كالواو كقوله :
و قد زعمت ليلى بأني فاجر لنفسي تقاها أو عليها فجورها
و قد أنكرها بعضهم هنا وقال هي للابهام أي انها تعلم اتصافها بالأمرين وقصدت الإبهام على السامع وهذا مردود لأن كون التقى للنفس والفجور عليها أمران مجتمعان في الواقع كما قال تعالى :« لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت » ومن ورودها لمطلق الجمع قول جرير :
جاء الخلافة أو كانت له قدرا كما أتى ربه موسى على قدر
إعراب القرآن وبيانه، ج ٥، ص : ١٧٦
و قول النابغة المشهور في معلقته :
قالت ألا ليتما هذا الحمام لنا إلى حمامتنا أو نصفه فقد
و على هذا المعنى حمل بعض العلماء أو في قوله تعالى « و أرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون » وفيها أقوال أخرى سترد في مكانها إن شاء اللّه.


الصفحة التالية
Icon