٣- الاخبار عن الماضي بالمستقبل أبلغ من الاخبار بالفعل الماضي وذلك في قوله تعالى « و على ربهم يتوكلون » فالظاهر أن المعنى على
إعراب القرآن وبيانه، ج ٥، ص : ٣٠٤
المضي والتعبير بالمضارع لاستحضار تلك الصورة البديعة حتى كأن السامع يشاهدها وقد تقدم بحثه.
[سورة النحل (١٦) : الآيات ٤٣ الى ٤٧]
وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ إِلاَّ رِجالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (٤٣) بِالْبَيِّناتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (٤٤) أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ (٤٥) أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَما هُمْ بِمُعْجِزِينَ (٤٦) أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ (٤٧)
اللغة :
(الزُّبُرِ) : الكتب جمع زبور بمعنى مزبور.
(تَخَوُّفٍ) : تنقص وهو من قولك تخوفته وتخونته إذا تنقصته قال زهير بن أبي سلمى- وقيل هو لأبي كبير الهذلي- :
تخوف الرحل منها تامكا قردا كما تخوف عود النبعة السبفن
و المعنى يأخذهم على أن ينتقصهم شيئا بعد شي ء في أنفسهم وأموالهم حتى يهلكوا وعن عمر بن الخطاب أنه سأل عن معنى التخوف
إعراب القرآن وبيانه، ج ٥، ص : ٣٠٥
في قوله تعالى « أو يأخذهم على تخوف » فيقوم له رجل من هذيل ويقول : هذه لغتنا التخوف التنقص قال عمر : فهل تعرف العرب ذلك في أشعارها؟ قال : نعم وأنشد البيت الآنف فقال عمر : عليكم بديوانكم لا يضل، قالوا : وما ديواننا؟ قال : شعر الجاهلية فإن فيه تفسير كتابكم.
الصحابة والغريب في القرآن :


الصفحة التالية
Icon