و ممن شهر عنه العقوق بوالديه الحطيئة الشاعر المخضرم قال يهجو أباه :
فنعم الشيخ أنت لدى المخازي وبئس الشيخ أنت لدى الفعال
إعراب القرآن وبيانه، ج ٥، ص : ٤٢٢
جمعت اللؤم لا حيّاك ربي وأبواب السفاهة والضلال
و قال يهجو أمه :
لحاك اللّه ثم لحاك أما ولقاك العقوق من البنينا
أ غربالا إذا استودعت سرا وكانونا على المتحدثينا
و ممن هجا أباه علي بن بسام، قال في أبيه :
هيك عمرت عمر عشرين نسرا أترى أنني أموت وتبقى؟
فلئن عشت بعد موتك يوما لأشقّنّ جيب مالك شقّا
و قال فيه أيضا :
بنى أبو جعفر دارا فشيدها ومثله لخيار الدور بنّاء
فالجوع داخلها والذل خارجها وفي جوانبها بؤس وضراء
ما ينفع الدار من تشييد حائطها وليس داخلها خبز ولا ماء
و لقد كذب، كان أبو جعفر محمد بن منصور بن بسام في نهاية السؤدد والمروءة والنظافة، كان رجلا مترفا نبيل المركب مليح الملبس له همة في تشييد البنيان وما رثاه به ابن الرومي يدل على كذب ابنه، قال ابن الرومي فيه :
أودى محمد بن نصر بعد ما ضربت به في جوده الأمثال
ملك تنافست العلا في عمره وتنافست في موته الآجال
إعراب القرآن وبيانه، ج ٥، ص : ٤٢٣
من لم يعاين سير نعش محمد لم يدر كيف تسير الأ
جيال وذخرته للدهر أعلم أنه كالحصن فيه لمن يئول
مآل وتستعت نفسي بروح رجائه زمنا طويلا والتمتع
مال ورأيته كالشمس إن هي لم تنل فالرفق منها والضياء
ينال باللّه أقسم ان عمرك ما انقضى حتى انقضى الإحسان والإجمال
[سورة الإسراء (١٧) : الآيات ٢٦ الى ٣١]