١- « و الأرض وضعها للأنام » فالأنام علة للوضع ولكنه ليس مصدرا فلذلك جر باللام.
٢- « و لا تقتلوا أولادكم من إملاق » فإملاق هو علة القتل ولكنه ليس مصدرا قلبيا فلذلك جر بمن.
٣- قتلته صبرا، فصبرا مصدرا ولكنه ليس علة فامتنع نصبه مفعولا لأجله وامتنع جره باللام لأن اللام تفيد العلية.
٤- قول امرئ القيس :
فجئت وقد نضت لنوم ثيابها لدى الستر إلا لبسة المتفضل
إعراب القرآن وبيانه، ج ٥، ص : ٥٤٠
فالنوم وإن كان علة لخلع الثياب لكن وقت الخلع سابق على وفت النوم فلذلك جر باللام، هذا والنوم ليس مصدرا قلبيا أيضا ففي الاستشهاد به على عدم اتحاد الزمن فقط تسامح.
٥- قول أبي صخر الهذلي :
و إني لتعروني لذكراك هزة كما انتفض العصفور بلّله القطر
فالذكرى علة عن الهزة ففاعل العرو الهزة وفاعل الذكرى هو المتكلم فلذلك جر باللام. ونعود الى الآية فقوله « زينة لها » علة للجعل ولكنه ليس قلبيا لأنها من اعمال اليد، فلذلك استغربنا اعراب بعضهم لها مفعولا لأجله إلا بتقدير فعل الإرادة أي إرادة الزينة ولكن هذا التكلف لا يجوز وفيه مندوحة باعرابها مفعولا ثانيا لجعلنا كما تقدم أو حالا.
ابدال المفرد من الجملة :
قلنا في الاعراب ان أبا حيان اختار اعراب قيما بدلا من جملة لم يجعل لها عوجا لأنها في معنى المفرد. وأقول ان النحاة صرحوا بابدال الجملة من المفرد بدل كل كقول الفرزدق :
إلى اللّه أشكو بالمدينة حاجة وبالشام أخرى كيف يلتقيان
أبدل جملة كيف يلتقيان من حاجة وأخرى وهما مفردان وانما صح ذلك لرجوع الضمير الى مفرد فهل يجوز العكس؟ ومعنى البيت الى اللّه أشكو هاتين الحالين تعذر التقائهما فتعذر مصدر مضاف الى فاعله وهو بدل من هاتين قال الدماميني ويحتمل أن يكون كيف يلتقيان جملة مستأنفة نبه بها على سبب الشكوى وهو استبعاد اجتماع
إعراب القرآن وبيانه، ج ٥، ص : ٥٤١