لدن وهي بمعنى عند فتكون اسما لزمان الحضور ومكانه كما أن عند كذلك إلا أن لدن تختص بستة أمور :
إعراب القرآن وبيانه، ج ٥، ص : ٦٣٣
١- انها ملازمة لمبدأ الغايات الزمانية والمكانية وعند غير ملازمة فمن ثم يتعاقبان في نحو جئت من عنده من لدنه وفي الآية الكريمة وقد لا يتعاقبان في نحو جلست عنده لعدم معنى الابتداء هنا وانما ترك التعاقب في الآية تفاديا لتكرار النظم.
٢- ان الغالب في لدن استعمالها مجرورة بمن ونصبها قليل وجر عند بمن دون جر لدن في الكثرة.
٣- انها مبنية على السكون بخلاف عند فانها معربة دائما.
٤- جواز إضافتها الى الجمل كقول القطامي :
صريع غوان راقهن ورقنه لدن شبّ حتى شاب سود الذوائب
٥- جواز إفرادها قبل غدوة كقوله :
و ما زال مهري مزجر الكلب فيهم لدن غدوة حتى دنت لغروب
بنصب غدوة على التمييز أو على التشبيه بالمفعول به. وبجرها على القياس.
٦- انها لا تقع إلا فضلة بخلاف عند فانها قد تقع عمدة.
و قال بعضهم : إن عند في لسان العرب لما ظهر ولدن لما بطن فيكون المراد بالرحمة ما ظهر من كراماته وبالعلم الباطن الخفي المعلوم قطعا بأنه خاص.
إعراب القرآن وبيانه، ج ٥، ص : ٦٣٤
٢- حديث النبي عن الخضر :
و قد آن أن نورد لك الحديث البليغ الذي روي عن النبي صلى اللّه عليه وسلم بشأن الخضر والحديث الآخر الذي تحدث به عن لقاء موسى والخضر :