الحديث الأول : روي عن أبي أمامة رضي اللّه عنه قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم :« ألا أحدثكم عن الخضر؟ قالوا بلى يا رسول اللّه، قال : بينما هو ذات يوم يمشي في سوق بني إسرائيل أبصره رجل مكاتب فقال : تصدق عليّ بارك اللّه فيك، فقال الخضر : آمنت باللّه ما شاء من أمر يكون ما عندي شي ء أعطيكه فقال المسكين : أسألك بوجه اللّه لما تصدقت عليّ، فإني نظرت السماحة في وجهك، ورجوت البركة عندك فقال الخضر : آمنت باللّه ما عندي شي ء أعطيكه إلا أن تأخذني فتبيعني فقال المسكين : وهل يستقيم هذا؟ قال : نعم، أقول : لقد سألتني بأمر عظيم أما إني لا أخيبك بوجه ربي بعني قال :
فقدمه إلى السوق فباعه بأربعمائة درهم فمكث عند المشتري زمانا لا يستعمله في شي ء، فقال : إنما اشتريتني التماس خير عندي فأوصني بعمل، قال : أكره أن أشق عليك إنك شيخ كبير ضعيف، قال : ليس يشقّ عليّ، قال : قم فانقل هذه الحجارة وكان لا ينقلها دون ستة نفر في اليوم فخرج الرجل لبعض حاجته ثم انصرف وقد نقل الحجارة في ساعة، قال : أحسنت وأجملت وأطقت ما لم أرك تطيقه قال : ثم عرض للرجل سفر فقال : إني أحبك أمينا فاخلفني في أهلي خلافة حسنة، قال : وأوصني بعمل، قال : إني أكره أن أشق عليك، قال : ليس يشقّ علي، قال : فاضرب من اللّبن بيتي حتى أقدم عليك، قال :
فمر الرجل لسفره، قال فرجع الرجل وقد شيّد بناءه، قال : أسألك بوجه اللّه ما سببك؟ وما أمرك؟ قال : سألتني بوجه اللّه ووجه اللّه
إعراب القرآن وبيانه، ج ٥، ص : ٦٣٥