قصة حكم داود وسليمان في الحرث :
سنلخص قصة حكومة داود وسليمان في الحرث لما انطوت عليه من طرافة لتكون حافزا لأقلام كتاب القصة على ترجمتها على غرار قصة أهل الكهف فقد روى التاريخ : أن رجلين دخلا على داود عليه السلام أحدهما صاحب حرث والآخر صاحب غنم فقال صاحب الحرث ان هذا انفلتت غنمه فوقعت في حرثي فأفسدته فلم تبق منه شيئا فأعطاه داود رقاب الغنم في الحرث فخرجا فمرا على سليمان وهو ابن احدى عشرة سنة فقال : كيف قضى بينكما؟ فأخبراه فقال سليمان لو وليت أمركما لقضيت بغير هذا وروي انه قال : غير هذا أرفق بالفريقين فأخبر بذلك داود فدعاه فقال : كيف تقضي، ويروى أنه قال بحق النبوة والأبوة إلا ما أخبرتني بالذي هو أرفق بالفريقين، قال :
أدفع الغنم الى صاحب الزرع ينتفع بدرها ونسلها وصوفها ويبذر صاحب الغنم لصاحب الحرث مثل حرثه فإذا صار الحرث كهيئته دفع الى أهله وأخذ صاحب الغنم غنمه فقال داود : القضاء ما قضيت كما قال تعالى :« فَفَهَّمْناها سُلَيْمانَ » أي علمناه القضية ويروى قال سليمان أرى أن تدفع الغنم الى أهل الحرث ينتفعون بألبانها وأولادها وأصوافها
إعراب القرآن وبيانه، ج ٦، ص : ٣٤٨
و الحرث الى أرباب الشاء يقومون عليه حتى يعود كهيئته يوم أفسد ثم يتراد ان فقال : القضاء ما قضيت وامضى الحكم بذلك.
الحكم بالشريعة الاسلامية :
أما حكم هذه القضية في الشريعة الاسلامية فقد تساءل عنه الزمخشري في كشافه فقال :« فإن قلت : فلو وقعت هذه الواقعة في شريعتنا ما حكمها؟ قلت : أبو حنيفة وأصحابه رضي اللّه عنهم لا يرون فيه ضمانا بالليل أو بالنهار إلا أن يكون مع البهيمة سائق أو قائد، والشافعي رضي اللّه عنه يوجب الضمان بالليل ».
بقي هنا سؤال وهو لما ذا استعمل ضمير الجمع لاثنين في قوله تعالى :« وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شاهِدِينَ ».


الصفحة التالية
Icon