جاء في صحيحي البخاري ومسلم على لسان عائشة قالت :« كنت مع النبي صلى اللّه عليه وسلم في غزوة بعد ما أنزل الحجاب ففرغ منها ورجع ودنا من المدينة وأذن بالرحيل ليلة فمشيت وقضيت شأني وأقبلت الى الرحل فاذا عقدي انقطع فرجعت ألتمسه وحملوا هودجي
إعراب القرآن وبيانه، ج ٦، ص : ٥٧٠
يحسبونني فيه وكانت النساء خفافا إنما يأكلن العلقة من الطعام ووجدت عقدي وجئت بعد ما ساروا فجلست في المنزل الذي كنت فيه وظننت أن القوم سيفقدونني فيرجعون إليّ فغلبتني عيناي فنمت وكان صفوان قد عرس من وراء الجيش فأدلج للاستراحة فسار منه فأصبح في منزله فرأى سواد إنسان نائم فعرفني حين رآني، وكان يراني قبل الحجاب فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني فخمرت وجهي واللّه ما كلمني بكلمة ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه حين أناخ راحلته ووطئ على يدها فانطلق يقود بي الراحلة حتى أتينا الجيش بعد ما نزلوا موغرين في نحر الظهيرة فهلك من هلك فيّ وكان الذي تولى كبره منهم عبد اللّه بن أبي ابن سلول ».
تفسير غريب الحديث :
١- قوله في غزوة : قيل هي غزوة المريسيع وتسمى غزوة بني المصطلق وكانت في السنة الرابعة وقيل في السادسة وسببها أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بلغه أن بني المصطلق يجتمعون لحربه وقائدهم الحارث ابن أبي ضرار أبو جويرية زوج النبي صلى اللّه عليه وسلم فلما سمع بذلك خرج إليهم حتى لقيهم على ماء من مياههم يقال له المريسيع من ناحية قديد الى الساحل فاقتتلوا فهزم اللّه بني المصطلق وأمكن رسوله من أبنائهم ونسائهم وأموالهم فأفاءها وردها عليهم.
٢- يأكلن العلقة : بضم العين وسكون اللام القليل من الطعام.
٣- صفوان : هو الصحابي الجليل صفوان بن المعطل السلمي.
٤- عرس : بتشديد الراء المفتوحة أي نزل ليلا للاستراحة وهو خاص بآخر الليل.
إعراب القرآن وبيانه، ج ٦، ص : ٥٧١
٥- أدلج : بتشديد الدال المفتوحة سار من أول الليل.