٥- تشابه الأطراف : وهو أن ينظر المتكلم الى لفظة وقعت في آخر جملة من الفقرة في النثر أو آخر لفظة وقعت في آخر المصراع الأول في النظم فيبتدى ء بها... تأمل في تشابه أطراف هذه الجمل المتلاحقة « اللّه نور السموات والأرض، مثل نوره كمشكاة فيها مصباح، المصباح في زجاجة، الزجاجة كأنه كوكب دري » ومن أمثلة الشعر في قول ليلى الأخيلية في الحجاج بن يوسف :
إذا نزل الحجاج أرضا مريضة تتبع أقصى دائها فشفاها
إعراب القرآن وبيانه، ج ٦، ص : ٦١٢
شفاها من الداء العضال الذي بها غلام إذا هز القناة س
قاها سقاها فرواها بشرب سجاله دماء رجال يحلبون حراها
و جميل قول أبي تمام :
هوى كان خلسا إن من أبرد الهوى هوى جلت في افنائه وهو خامل
أبا جعفر إنّ الجهالة أمها ولود وأم العلم حذاء حائل
فكن هضبة نأوى إليها وحرة يعدد عنها الاعوجي المناقل
فإن الفتى في كل ضرب مناسب مناسب روحانية من يشاكل
و ينسب لأبي نواس قوله :
خزيمة خير بني حازم وحازم خير بني دارم
و دارم خير تميم وما مثل تميم في بني آدم
إلا البهاليل بني هاشم وهم سيوف لبني هاشم
إعراب القرآن وبيانه، ج ٦، ص : ٦١٣
و قد يكون تشابه الأطراف معنويا وهو أن يختم المتكلم كلامه بما يناسب ابتداءه في المعنى لا في اللفظ كقول محمد بن عبيد اللّه السلامي :
بدائع الحسن فيه مفترقه وأعين الناس فيه متفقة
سهام ألحاظه مفوقه فكل من رام لحظه رشقه
قد كتب الحسن فوق عارضه هذا مليح وحق من خلقه
فالرشق في قافية البيت الثاني يناسب السهام في أوله.
و جميل قول السري الرفاء :
ابريقنا عاكف على قدح كأنه الأم ترفع الولدا
أو عابد من بني المجوس إذا توهم الكأس شعلة سجدا
فالسجود مناسب للعابد في أول البيت.
و بلغ ابن الرومي الغاية في وصف مغنية :
جاءت بوجه كأنه قمر على قوام كأنه غصن
غنت فلم تبق فيّ جارحة إلا تمنيت أنها أذن
فالأذن تناسب ذكر الغناء في أول البيت.
استدراك على بعض النقاد :