إعراب القرآن وبيانه، ج ٦، ص : ٦٣٤
أحمّ علا فيّ وأبيض صارم وأعيس مهري وأروع ماجد
ففسر الأربعة ما هي؟ ورفع على شرط ما قدمت من الإضمار كأنه قيل له : ما الأربعة التي شخصها في العين واحد؟ فقال كذا وكذا وكذا.
و مضى صاحب العمدة يورد نماذج من التفسير إلى أن قال :
« و من التفسير ما يفسر فيه الأكثر بالأقل وذلك ما أتت فيه الجملة بعد الشرح نحو قول أبي الطيب :
من مبلغ الأعراب أني بعدها جالست رسطاليس والاسكندرا
و مللت نحر عشارها فأضافني من ينحر البدر النضار لمن قرى
و سمعت بطيلموس دارس كتبه متملكا مبتديا متحضرا
و لقيت كل الفاضلين كأنما رد الإله نفوسهم والأعصرا
إعراب القرآن وبيانه، ج ٦، ص : ٦٣٥
نسقوا لنا نسق الحساب مقدما وأتى فذلك إذ أتيت مؤخرا
فقوله :« نسقوا لنا نسق الحساب مقدما »
البيت تفسير مليح قليل النظير في أشعار الناس » هذا وقال الواحدي في شرح البيت الأخير :« جمع لنا الفضلاء في الزمان ومضوا متتابعين متقدمين عليك في الوجود فلما أتيت بعدهم كان فيك من الفضل ما كان فيهم مثل الحساب يذكر تفاصيله ثم تجمع تلك التفاصيل فيكتب في آخر الحساب فذلك كذا وكذا فيجمع في الجملة ما ذكر في التفاصيل، كذلك أنت جمع فيك ما تفرق فيهم من الفضائل والعلم والحكمة ».
و قال أبو الطيب أيضا في التفسير المستحسن :
إن كوتبوا أو لقوا أو حوربوا وجدوا في الخط واللفظ والهيجاء فرسانا
ففسر وقابل كل نوع بما يليق به من غير تقديم ولا تأخير، ومن التفسير الحلو قول كشاجم واسمه محمود بن الحسين :
في فمها مسك ومشمولة صرف ومنظوم من الدّر
فالمسك للنكهة والخمر للر يقة واللؤلؤ للثغر
و جميل قول ابن هانى ء الاندلسي :
المدنفات من البرية كلها جسمي وطرف بابليّ أحور
و المشرقات النيرات ثلاثة الشمس والقمر المنير وجعفر
إعراب القرآن وبيانه، ج ٦، ص : ٦٣٦
٢- التنكير :


الصفحة التالية
Icon