لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُناحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلى بَعْضٍ) جملة ليس عليكم إلخ صفة لثلاث عورات والمعنى هن ثلاث عورات مخصوصة بالاستئذان وعليكم خبر ليس المقدم وجناح اسمها المؤخر وبعدهن ظرف متعلق بمحذوف صفة لجناح وطوافون خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم وعليكم متعلقان بطوافون لأنه صيغة مبالغة لاسم الفاعل وبعضكم مبتدأ وعلى بعض خبره أي طائف على بعض بدلالة طوافون ويجوز أن يعرب بدلا من قوله طوافون، ولأبي حيان كلام مطول فيه لا جدوى منه. (كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) الكاف نعت لمصدر محذوف وقد تقدم كثيرا، ويبين اللّه لكم الآيات فعل مضارع وفاعل ومفعول به واللّه مبتدأ وعليم خبر أول وحكيم خبر ثان.
الفوائد :
روي أن مدلج بن عمرو وكان غلاما أنصاريا أرسله رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وقت الظهيرة الى عمر ليدعوه فدخل عليه وهو نائم وقد انكشف عنه ثوبه فقال عمر لوددت أن اللّه عز وجل نهى آباءنا
إعراب القرآن وبيانه، ج ٦، ص : ٦٤٧
و أبناءنا وخدمنا أن لا يدخلوا علينا هذه الساعات إلا بإذن ثم انطلق معه الى النبي صلى اللّه عليه وسلم فوجده وقد أنزلت عليه هذه الآية وهي إحدى الآيات المنزلة بسبب عمر، وقيل نزلت في أسماء بنت أبي مرثد قالت : إنا ندخل على الرجل والمرأة ولعلهما يكونان في لحاف واحد، وقيل : دخل عليها غلام لها كبير في وقت كرهت دخوله فأتت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم.