و ثالثها : ما فائدة قوله « أو ما ملكتم مفاتحه » وظاهر الحال أن هذا داخل في قوله « من بيوتكم » ؟
إعراب القرآن وبيانه، ج ٦، ص : ٦٥٥
و رابعها : كيف وقعت التسوية بين الصديق وبين هؤلاء الأقارب؟
و الأجوبة التي تتضح بها هذه الإشكالات الأربعة هي :
الجواب الأول :
أما فائدة الإخبار برفع الجناح عمن أكل من بيته فإنما ذكر ذلك توطئة ليبني عليه ما يعطفه على جملته من البيوت التي قصد إباحة الأكل منها، فإنه إذا علم أن الإنسان لا جناح عليه أن يأكل من بيته فكذلك لا جناح عليه أن يأكل من هذه البيوت ليشير الى أن أموال هذه القرابة كمال الإنسان، وإذا تساوت هذه الأموال سرى ذلك التساوي الى الأزواج، فيكون سبحانه قد أدمج في ذلك الحض على صلة الأرحام ومعاملتهم معاملة الإنسان نفسه.
الجواب الثاني :
و أما عدم ذكر بيوت الأولاد فإنما ذكر من الأموال ما يظن بأن الأكل منه محظور فاحتاج الى بيان الإباحة، وأما أموال الأولاد فتصرف الوالدين فيها كتصرفهم في أموالهم أنفسهم، لأن ولد الرجل بعضه وحكمه حكم نفسه، ألا ترى أن الشرع يوجب على الولد نفقة الوالدين إذا كانا محتاجين؟ وفي الحديث :« إن طيب ما يأكل المرء من كسبه وإن ولده من كسبه ».
الجواب الثالث :
و أما زعم القائل بأن الكلام فيه تداخل لأن قوله « أو ما ملكتم مفاتحه » هو ما في بيوتهم فإنه يحتمل أن يراد بما في البيوت المال التليد
إعراب القرآن وبيانه، ج ٦، ص : ٦٥٦
العتيد وما ملك الإنسان مفاتحه : المال الطريف المكتسب الذي يتسبّب الإنسان في تحصيله ويتعب في اكتسابه.
الجواب الرابع :