أجنت لك الوجد أغصان وكثبان فيهنّ نوعان تفّاح ورمان
غير جميلة أو من هذا الضرب فقال :« هذه دار البطيخ فاقرءوا نسيبها تعلموا ذلك ».
و لسنا ننكر أن ابن الرومي قد بالغ في غزلها وأكثر من ذكر العناب والبان والنرجس ولكنه واقع موقعه ولا سبيل الى النيل منه.
و نعود الى أبي الطيب فقد أكثر من التكرير حتى أسف في كثير من أبياته مع أنه شاعر العربية الأول فقال :
إعراب القرآن وبيانه، ج ٧، ص : ١٣٣
أسد فرائسها الأسود يقودها أسد تصير له الأسود ثعالبا
قال ابن رشيق :« ما أدري كيف تخلص من هذه الغابة المملوءة أسودا » وقال الاصمعي لمن أنشده قوله :
فما للنوى جذ النوى قطع النوى كذاك النوى قطّاعة لوصال
« لو سلط اللّه على هذا النوى شاة لأكلته كله ».
و أما قول أبي نواس :
أقمنا بها يوما ويوما وثالثا ويوما له يوم الترحل خامس
فقال ابن الأثير في المثل السائر :« مراده أنهم أقاموا أربعة أيام ويا عجبا له يأتي بمثل هذا البيت السخيف الدال على العي الفاحش في ضمن تلك الأبيات العجيبة الحسن وهي :
و دار ندامى عطلوها وأدلجوا بها أثر منهم جديد ودارس
مساحب من جر الزقاق على الثرى وأضغاث ريحان جنيّ ويابس
حبست بها صحبي فجددت عهدهم وإني على أمثال تلك لحابس
إعراب القرآن وبيانه، ج ٧، ص : ١٣٤
تدار علينا الراح في عسجدية حبتها بأنواع التصاوير
فارس قرارتها كسرى وفي جنباتها مها تدريها بالقسيّ الف
وارس فللرّاح ما زرّت عليه جيوبها وللماء ما دارت عليه القلانس
و قد أخطأ ابن الأثير وفهم البيت خطأ ولم يمعن النظر فيه فنقده ولو أنه أمعن النظر لما قال فيه هذا القول، والمعنى الصحيح : ان المقام سبة أيام لأنه قال وثالثا ويوما آخر له اليوم الذي رحلنا فيه خامس.
و أبو نواس أجل قدرا من أن يسف ويأتي بهذه العبارة لغير معنى طائل وله في الخمر أبيات منقطعة النظير وقد تدق على الافهام، حكي عنه أنه ذكر عند الرشيد قوله :


الصفحة التالية
Icon