و احذر مناوأة الرجال فإنما تقوى على كسر العبيد وتقدم
و غناك مسألة وطيشك نفخة ورضاك فيشلة وربك درهم
ثم يعود الى الحكمة الملائمة فيقول :
و من البلية عذل من لا يرعوي عن غيّه وخطاب من لا يفهم
يمشي بأربعة على أعقابه تحت العلوج ومن وراء يلجم
إعراب القرآن وبيانه، ج ٧، ص : ١٨٥
و جفونه ما تستقر كأنها مطروفة أو فتّ فيها
حصرم وإذا أشار محدثا فكأنه قرد يقهقه أو عجوز
تلصم يقلى مفارقة الأكفّ قذاله حتى يكاد على يد يت
عمّم وتراه أصغر ما تراه ناطقا ويكون أكذب ما يكون و
يقسم والذل يظهر في الذليل مودة وأودّ منه لمن يودّ ال
أرقم ومن العداوة ما ينالك نفعه ومن الصداقة ما يضر ويؤلم
و القصيدة كلها من هذا النمط البديع فحسبنا ما أوردناه منها، ونعود الى ما نحن بصدده فنقول : ويجوز أن يراد قطع الوادي وبلوغ آخره من قولهم أتى على الشي ء إذا بلغ آخره.
٣- التوليد :
و قد اشتملت الآية « قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم
إعراب القرآن وبيانه، ج ٧، ص : ١٨٦
لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون »
على أحد عشر نوعا من البلاغة يتولد بعضها من بعض وقد ذكرها السيوطي في كتابه « الإتقان » أي قالت قولا مشتملا على حروف وأصوات والمراد قالته على وجه النصيحة وقد اشتمل هذا القول منها على أحد عشر نوعا من البلاغة :
أولها : النداء بيا.
و ثانيها : كنّت بأي.
و ثالثها : نبّهت بها التنبيه.
و رابعها : سمّت بقولها النمل.
و خامسها : أمرت بقولها ادخلوا.
و سادسها : نصّت بقولها مساكنهم.
و سابعها : حذرت بقولها لا يحطمنكم.
و ثامنها : خصّصت بقولها سليمان.
و تاسعها : عمّمت بقولها وجنوده.
و عاشرها : أشارت بقولها وهم.
و حادي عشرها : عذرت بقولها لا يشعرون.
هذا وقد أنشدوا ملغزين في نملة سليمان وبقرة بني إسرائيل :
فما ميت أحيا له الله ميتا ليخبر قوما أنذروا ببيان
إعراب القرآن وبيانه، ج ٧، ص : ١٨٧


الصفحة التالية
Icon