فضرورة وكان القياس فيه ثلاثة شخوص بالتاء ولكنه كنى بالشخوص عن النساء والذي سهل ذلك قوله :« كاعبان ومعصر » فاتصل اللفظ بما يعضد المعنى المراد وهو التأنيث، والكاعب الجارية حين يبدو ثديها للنهود، والمعصر بضم الميم وكسر الصاد الجارية أول ما أدركت سميت بذلك لكونها دخلت في عصر الشباب كما قال الخليل.
هذا وقد جمح بنا عنان القول فحسبنا ما تقدم أوردناه لاهميته وفائدته ولا بد من الرجوع الى المطولات لمن أراد المزيد.
إعراب القرآن وبيانه، ج ٧، ص : ٢٢٨
٢- اعلم أنهم قد كسروا شيئا من الأسماء لا على الواحد المستعمل بل نحملوا لفظا آخر مرادفا له فكسروه على ما لم يستعمل فمن ذلك رهط وأراهط قال الشاعر :
يا بؤس للحرب التي وضعت أراهط فاستراحوا
و ليس القياس في رهط أن يجمع على أراهط لأن هذا البناء من جموع الرباعي وما كان على عدته نحو جعفر وجعافر وجدول وجداول وأرنب وأرانب. وليس أرهط بجمع رهط إذ لو كان كذلك لم يكن شاذا ويدل على ذلك أن الشاعر قد جاء به لما احتاج اليه قال :
و فاضح مفتضح في أرهطه من أرفع الوادي ولا من بعثطه
و البعثط والبعثوط : سرّة الوادي وخير موضع فيه.
هذا وقد اختلف النحويون في أراهط، فزعم قوم منهم أنه جمع أرهط الذي هو جمع رهط وهو النفر من ثلاثة الى عشرة، وزعم أكثر النحويين أن أراهط جمع رهط على خلاف القياس. والبيت مطلع قصيدة لسعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة جد طرفة بن العبد الشاعر وبعده :
و الحرب لا يبقى لجا حمها التخيل والمراح
إلا الفتى الصبار في النّ نجدات والفرس الوقاح

و النثرة الحصداء وال بيض المكلّل والرماح
و تساقط الأوشاظ والذّ نبات إذ جهد الفضاح
إعراب القرآن وبيانه، ج ٧، ص : ٢٢٩
و الكر بعد الفر إذ كره التقدم وال
نطاح كشفت لهم عن ساقها وبدا من الشر الصراح
لفظ الآيين في شعر أبي نواس :


الصفحة التالية
Icon