٥- أن تكون وصلة الى نداء ما فيه أل نحو يا أيها الرجل.
هذا وقد أورد صاحب المغني بيتا لأبي الطيب فيه « أي » وهو :
أي يوم سررتني بوصال لم ترعني ثلاثة بصدود
و قال :« ليست فيه أي موصولة لأن الموصولة لا تضاف إلا إلى المعرفة، قال أبو علي في التذكرة في قوله :
إعراب القرآن وبيانه، ج ٧، ص : ٣١٢
أ رأيت أي سوالف وخدود برزت لنا بين اللوى فزرود
لا تكون أي فيه موصولة لإضافتها الى نكرة »
وتابع صاحب المغني كلامه فقال : ولا شرطية لأن المعنى حينئذ إن سررتني يوما بوصالك آمنتني ثلاثة أيام من صدودك، وهذا عكس المعنى المراد وإنما هي للاستفهام الذي يراد به النفي كقولك لمن ادعى أنه أكرمك :
أي يوم أكرمتني؟ والمعنى ما سررتني يوما بوصالك إلا روعتني ثلاثة بصدودك، والجملة الأولى مستأنفة قدم ظرفها لأن له الصدر والثانية اما في موضع جر صفة لوصال على حذف العائد أي لم ترغني بعده كما حذف في قوله تعالى :« و اتقوا يوما لا تجزي نفس » الآية، أو نصب حالا من فاعل سررتني أو مفعوله والمعنى أي يوم سررتني غير رائع لي أو غير مروع منك وهي حال مقدرة مثلها في « طبتم فادخلوها خالدين » أو لا محل لها على أن تكون معطوفة على الأولى بفاء محذوفة كما قيل في « و إذ قال موسى لقومه إن اللّه يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا : أتتخذنا هزوا قال أعوذ باللّه » وكذا في بقية الآية وفيه بعد، والمحققون في الآية على أن الجمل مستأنفة بتقدير : فما قالوا له؟ فما قال لهم؟ ومن روى ثلاثة بالرفع لم يجز عنده كون الحال من فاعل سررتني لخلو ترعني من ضمير ذي الحال.
و قال أبو البقاء العكبري في شرحه لديوان المتنبي :« أي نصب وهو استفهام خرج مخرج النفي كما تقول لمن يدعي أنه أكرمك : أي يوم أكرمتني قط كما قال الهذلي :
اذهب فأي فتى في الناس أحرزه من حتفه ظلم دعج ولا جبل
إعراب القرآن وبيانه، ج ٧، ص : ٣١٣


الصفحة التالية
Icon