كم) خبرية وتمييزها مجرور بالإضافة إليها أو بمن وقد تقدم القول فيها مطولا وهي هنا في محل رفع مبتدأ خبره ببياض، وكما قتلت نعت لمصدر محذوف، هذا ولهم في العشق حديث طويل، وخبره عند أرباب التصوف معقول قال الجنيد :« العشقة ألفة رحمانية وإلهام شوقي أوجبهما كرم اللّه على كل ذي روح لتحصل به اللذة العظمى التي لا يقدر على مثلها إلا بتلك الألفة وهي موجودة في الأنفس مقدرة مراتبها عند أربابها فما أحد إلا عاشق لأمر يستدل به على قدر طبقته من الخلق ولأجل ذلك كان أشرف المراتب في الدنيا مراتب الذين زهدوا فيها مع كونها معاينة ومالوا الى الآخرة مع كونها مغيبة عنهم » وقد وصف اللّه تعالى نفسه بالحب فقال :« يحبهم ويحبونه » وقد تقدم القول فيه مطولا، وأما العشق فلم يرد في لسان الشرع، وقال الفضيل بن عياض كلاما جميلا منه :« لو رزقني اللّه تعالى دعوة مجابة لدعوته تعالى أن يغفر للعشاق لأن حركاتهم اضطرارية لا اختيارية، وما أحسن قول أبي فراس الحمداني :
و كم في الناس من حسن ولكن عليك لشقوتي وقع اختياري
إعراب القرآن وبيانه، ج ٧، ص : ٣١٥
و قال رجل من العرب لبعض بني عذرة : ما لأحدكم يموت عشقا في هوى امرأة ألفها وليس ذلك إلا ضعف نفس أو خور تجدونه، يا بني عذرة فقال : أما واللّه لو رأيتم الحواجب الزّجّ، فوق النواظر الدعج، تحتها المباسم الفلج، لاتخذتموها اللات والعزى »
هذا وقد استند أبو الطيب في قوله « شهيد » الى حديث يروونه هو :« إن من عشق وعف وكتم فمات مات شهيدا ».


الصفحة التالية
Icon