لم يرد هاهنا التشبيه بل اليقين، وذهب أبو الحسن إلى أن ويك مفصولة من أنه، وكان يعقوب يقف على ويك ثم يبتدى ء « أنه لا يفلح الكافرون » كأنه أراد بذلك الاعلام بأن الكاف من جملة « وي » وليست التي في صدره « كأن » انما هي « وي » على ما ذكرنا أضيف إليها الكاف للخطاب على حدها في ذلك وأولئك ويؤيد ذلك قول عنترة :
و لقد شفى نفسي وأبرأ سقمها قيل الفوارس ويك عنتر أقدم
فجاء بها متصلة بالكاف من غير « أن » فهي حرف خطاب وليست اسما مخفوضا كالتي في غلامك وصاحبك لأن « وي » إذا كانت اسما للفعل فهي في مذهب الفعل فلا تضاف لذلك وأن وما بعدها في موضع نصب باسم الفعل الذي هو « وي » ولذلك فتحت أن والتقدير أعجب لأنه لا يفلح الكافرون، فلما سقط الجار وصل الفعل فنصب، وذهب الكسائي الى أن الأصل « ويلك » فحذفت اللام تخفيفا وهو بعيد وليس عليه دليل، وقد ذهب بعضهم الى أن
إعراب القرآن وبيانه، ج ٧، ص : ٣٨٦
« و يكأنه » بكساله اسم واحد، والمراد شدة الاتصال وانه لا ينفصل بعضه عن بعض.
و هذا ونص عبارة سيبويه :« و سألت الخليل عن قوله :
« و يكأنه لا يفلح »
وعن قوله « و يكأن اللّه » فزعم أنها مفصولة من « كأن » والمعنى على أن القوم انتبهوا فتكلموا على قدر علمهم أو نبهوا فقيل لهم أما يشبه أن يكون ذا عندكم هكذا.
و قال الأعلم :« الشاهد في قوله « و يكأن » وهي عند الخليل وسيبويه مركبة من « وي » ومعناها التنبيه مع « كأن » التي للتشبيه ومعناه : ألم تر، وعلى ذلك تأولها المفسرون.
و زعم بعض النحويين أن قولهم « ويكأن » بمعنى ويلك اعلم ان، فحذفت اللام من « ويلك » كما قال عنترة « ويك عنتر أقدم » وحذف اعلم لعلم المخاطب مع كثرة الاستعمال وهذا القول مردود لما يقع فيه من كثرة التغيير.


الصفحة التالية
Icon