اللَّهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (١١) وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ (١٢) وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ مِنْ شُرَكائِهِمْ شُفَعاءُ وَكانُوا بِشُرَكائِهِمْ كافِرِينَ (١٣) وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ (١٤) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ (١٥)
وَ أَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا وَلِقاءِ الْآخِرَةِ فَأُولئِكَ فِي الْعَذابِ مُحْضَرُونَ (١٦)
اللغة :
(يُبْلِسُ) : أبلس فلان فهو مبلس إذا سكت عن يأس ويقال :
أبلس الرجل انقطعت حجته فسكت فهو لازم لا يتعدى، وفي الكشاف :
« الإبلاس أن يبقى ساكنا يائسا متحيرا يقال ناظرته فأبلس إذا لم ينبس ويئس من أن يحتج ومنه الناقة المبلاس التي لا ترغو » وفي القاموس :
« و أبلس يئس وتحير ومنه إبليس أو هو أعجمي » فقول صاحب المنجد انه يقال « أبلسه » غلط فظيع وقد علل علساء التصريف قراءة يبلس بالبناء للمفعول بأن القائم مقام الفاعل مصدر الفعل ثم حذف المضاف وأقيم المضاف اليه مقامه إذ الأصل يبلس إبلاس المجرمين.
(رَوْضَةٍ) : الروضة : كل أرض ذات نبات وماء ورونق ونضارة وفي أمثالهم : أحسن من بيضة في روضة، يريدون بيضة النعامة. وفي الأساس واللسان :« بأرضه روضة وروضات ورياض وروّض الغيث الأرض وأراض المكان واستراض أي كثرت رياضه ومن المجاز :
أنا عندك في روضة وغدير، ومجلسك روضة من رياض الجنة ».
إعراب القرآن وبيانه، ج ٧، ص : ٤٧٩
(يُحْبَرُونَ) : يسرون يقال حبره إذا سره سرورا تهلّل له وجهه فيه أثره، وفي الأساس :« و حبره اللّه سره « فهم في روضة يحبرون » وهو محبور : مسرور » قال ابن الرومي يصف العنب :
ثم جلسنا مجلس المحبور على حفافي جدول مسجور