و سراجا منيرا عطف أيضا والكلام تشبيه بليغ سيأتي حكمه في باب البلاغة (وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيراً) عطف على ما تقدم وبشر
إعراب القرآن وبيانه، ج ٨، ص : ٣١
فعل أمر والمؤمنين مفعول به وبأن متعلقان ببشر ولهم خبر أن ومن اللّه حال وفضلا اسم إن المؤخر وكبيرا صفة لفضلا.
(وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ وَدَعْ أَذاهُمْ) عطف على ما تقدم ولا ناهية وتطع فعل مضارع مجزوم بلا والفاعل مستتر تقديره أنت والكافرين مفعول به والمنافقين عطف على الكافرين ودع أذاهم فعل أمر وفاعل مستتر ومفعول به من باب إضافة المصدر الى فاعله أو مفعوله فيكون المعنى على الأول دع أذيتهم إياك من غير مجازاة وعلى الثاني دع ما آذوك ولا تؤاخذهم حتى تؤمر بذلك وقد جاء الأمر بعد ذلك بالقتال (وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفى بِاللَّهِ وَكِيلًا) عطف على ما تقدم وعلى اللّه متعلقان بتوكل وكفى فعل ماض والباء زائدة واللّه فاعل كفى محلا ووكيلا تمييز أو حال وقد تقدم نظيره.
البلاغة :
التخصيص :
خص البكرة والأصيل في قوله « و سبحوه بكرة وأصيلا » بالذكر لإظهار فضلهما والتنويه بهما لأن العبادة فيهما آكد على الإنسان كما خص التسبيح وهو من أنواع الذكر ليبين فضله على سائر الأذكار، روى الترمذي في خطابه صلى اللّه عليه وسلم لجويرية أم المؤمنين :« ألا أعلمك كلمات تقولينها : سبحان اللّه عدد خلقه، ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته » قال الجلال السيوطي في التعليق على هذا الحديث :« سئلت قديما عن إعراب هذه الألفاظ ووجه النصب فيها فأجبت بأنها منصوبة على الظرف بتقدير قدر »
إعراب القرآن وبيانه، ج ٨، ص : ٣٢


الصفحة التالية
Icon