وَ مِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ كَذلِكَ) الواو عاطفة ومن الناس خبر مقدم والدواب والأنعام معطوفان على الناس ومختلف ألوانه نعت لمحذوف هو المبتدأ أي صنف مختلف ألوانه من الناس وكذلك نعت لمصدر محذوف لمختلف أي اختلاف كذلك.
(إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ) الجملة تعليل للرؤية لأن الخشية معرفة المخشي والعلم بصفاته وأفعاله فمن كان أعلم به كان أخشى منه. وإنما كافة ومكفوفة ويخشى اللّه فعل مضارع ومفعول به مقدم ومن عباده حال والعلماء فاعل، وسيأتي سر هذا الحصر في باب البلاغة، وان واسمها وخبراها.
إعراب القرآن وبيانه، ج ٨، ص : ١٥١
البلاغة :
انطوت هذه الآيات على فنون رفيعة من البيان نورد منها :
١- الالتفات في قوله « فأخرجنا » فقد التفت عن الغيبة الى التكلم لأن المنة بالإخراج أبلغ من إنزال الماء، ولإظهار كمال الاعتناء بالفعل لما فيه من الصنع البديع المنبئ عن كمال القدرة.


الصفحة التالية
Icon