وَ هَلْ أَتاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ (٢١) إِذْ دَخَلُوا عَلى داوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قالُوا لا تَخَفْ خَصْمانِ بَغى بَعْضُنا عَلى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنا بِالْحَقِّ وَلا تُشْطِطْ وَاهْدِنا إِلى سَواءِ الصِّراطِ (٢٢) إِنَّ هذا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ واحِدَةٌ فَقالَ أَكْفِلْنِيها وَعَزَّنِي فِي الْخِطابِ (٢٣) قالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤالِ نَعْجَتِكَ إِلى نِعاجِهِ وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ الْخُلَطاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَقَلِيلٌ ما هُمْ وَظَنَّ داوُدُ أَنَّما فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ راكِعاً وَأَنابَ (٢٤) فَغَفَرْنا لَهُ ذلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنا لَزُلْفى وَحُسْنَ مَآبٍ (٢٥)
اللغة :
(تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ) : قصدوا سوره ونزلوا من أعلاه والسور الحائط المرتفع والمحراب سبق تفسيره والخصم : المخاصم والمنازع وقد يقع للاثنين والجمع والمؤنث فيقال هما خصم وهم خصم وهي خصم لأنه مصدر في أصله وقد تقدم له نظير وهو ضيف في قوله :
« حديث ضيف ابراهيم المكرمين ».
(وَلا تُشْطِطْ) ولا تجر وهو بضم التاء وسكون الشين وكسر الطاء الأولى من اشطط يشطط أشطاطا إذا تجاوز الحد، قال أبو عبيدة :
إعراب القرآن وبيانه، ج ٨، ص : ٣٤٥
شططت في الحكم وأشططت فيه إذا جرت فهو مما اتفق فيه فعل وأفعل.
(سَواءِ الصِّراطِ) : وسط الطريق الصواب ومحجته.
(أَكْفِلْنِيها) : اجعلني كافلها والمراد ملكنيها وفي المختار :« كفل عنه بالمال لغريمه وأكفله المال ضممنه إياه وكفله إياه بالتخفيف فكفل هو من باب نصر ودخل وكفله إياه تكفيلا مثله ».


الصفحة التالية
Icon